هناك بالطبع مؤيدون لردود صارمة على الأنشطة التدميرية للإمبريالية العالمية التي أعيد إحياؤها، والإملاءات الوحشية للولايات المتحدة الأمريكية، وتقسيم العالم إلى كتل متصارعة، وهو ما يهدد بأزمات خطيرة ليس فقط لإيران وإنما للمنطقة برمّتها | والهدف من ذلك مواصلة السيطرة الدولية على البرنامج النووي الإيراني السلمي، ومنع تنفيذ أي برنامج لصناعة الأسلحة النووي بأي حال من الأحوال |
---|---|
واسترسل ظريف في حديثه عن نفوذ سليماني وقال، وفق التسجيل، إن وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري حذره من أن رحلات شركة الطيران الوطنية الإيرانية زادت إلى سوريا ستة أضعاف منذ رفع العقوبات الأميركية عليها | وهذا موقف ديمقراطي حقيقي تجاه السياسات الداخلية للدول الأخرى، فاختيار قيادة البلاد، وخطّها السياسي، وعلاقاتها الودية أو غير الودية مع البلدان الأخرى تقررها شعوبها ومجتمعاتها على أساس المساواة العالمية وأقصى قدر من الانفتاح على جميع الأطراف |
ولعل ما قاله ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، خلال مقابلة تلفزيونية مؤخراً، يمنح بعض الأمل في مستقبل المنطقة، حينما صرح برغبته في إقامة علاقات "طيبة ومميزة" مع الجارة إيران، ويريد إيران مزدهرة، وأن يكون للمملكة العربية السعودية مصالح فيها، ولديها مصالح في السعودية، "لدفع المنطقة والعالم للنمو والازهار".
4وإذا ما أجرينا مقارنة بسيطة بين الاستراتيجية الإيرانية والاستراتيجية التركية، سنجد أن الأخيرة، وخصوصا منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم، تعتمد المقاربة الدبلوماسية لحل المشاكل، وهي الاستراتيجية التي حملت اسم "تصفير المشكلات"، في حين لا يبدو أن إيران قادرة على فعل ذلك، طالما أن السياسة لديها هي تعبير طائفي في عمقه، ويصح فيها ما قاله المفكر محمد عابد الجابري، من أن السياسة في معظم العالم الإسلامي هي إبراز ما هو سياسي في السلوك الديني والطائفي والمذهبي، بمعنى أنه لا توجد ظاهرة سياسية أو سلوك سياسي محض، فما يوجد هو سلوك سياسي في الظاهر، لكن محركه طائفي ومذهبي وإثني | فاشتعال هذا البرميل لن يكون في مصلحة أي من هذه الشعوب |
---|---|
وكما تؤمن روسيا وتسعى نحو السلام والأمن في المنطقة، تمنى أن تكون القوى السياسية الإقليمية على نفس الدرجة من الوعي وتحمل المسؤولية | ينبغي على جميع شعوب منطقة الشرق الأوسط أن تدرك خطورة برميل البارود الذي تلعب بعض القوى السياسية بالكبريت بالقرب منه |
أضف تعليق تحت الضغط، عمل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال الأعوام الثمانية الماضية التي شغل فيها منصبه، لكنه لم يكن يعتقد يوما أنه قد يقف موقفا كهذا الذي هو فيه بعد التسريبات الأخيرة لحوار أجراه ضمن مشروع لأرشفة تجربة حكومة الرئيس حسن روحاني.
17