التعريف بسورة الكوثر سورة الكوثر سورةٌ مكيّةٌ نزلت في مكة المكرمة، وعدد آياتها ثلاث آياتٍ، وترتيبها في المصحف الشريفة١٠٨ ولكن ترتيبها في النزول ١٥، وقد نزلت بعد سورة العاديات، وهي أصغر سورةٍ في القرآن الكريم، ولم يذكر فيها لفظ الجلالة عز وجل | سورة الكوثر سورة الكوثر سورةٌ مكيَّةٌ على قول جمهور المفسِّرين، وقال بعض السَّلف، كمجاهد والحسن وعكرمة وقتادة، أنَّها مدنيَّةٌ، وهو ما رجَّحه بعض المُعاصرين من المُفسِّرين، كالطاهر بن عاشور، وبناءً على القول بأنَّها مكيَّةٌ فهي السُّورة الخامسة عشرة في ترتيب نزول السُّور على النبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام-، حيث نزلت بعد سورة العاديات وقبل سورة التَّكاثر، وهي السُّورة رقم مئة وثمانية في ترتيب المُصحف الشَّريف، وعدد آياتها ثلاث آياتٍ، وتُعتَبر أقصر سورةٍ في القرآن الكريم لا من حيث عددُ آياتها؛ لأنَّ سورتيّ العصر والنَّصر كذلك آياتهما ثلاثة، لكنَّ سورة الكوثر اعتُبرت الأقصر من حيث عددُ كلماتها وحروفها |
---|---|
فبعض المشركين أخذوا يسخرون من النبي صلى الله عليه وسلّم لظنهم أنه سينقطِع ذكره بعد وفاته صلى الله عليه وسلّم، وهذا كان شأن الجاهلين فقد كانوا يظنون أنَّ الشخص ينقطع ذكره بعد وفاته إذا لم يكن له أولاد ذكور يحملون اسمه، وهنا نزلت الآيات لتنصر النبي عليهم وتطمئنه بأن خير الدنيا والآخرة له، وبأنهم هم من سينقطع ذكرهم ولا خير لهم في الدنيا والآخرة | فلما مات عبد الله ابن النبي خرج أبو جهل إلى أصحابه فقال: بُتر مُحمد؛ فأنزل الله جل ثناؤه: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ} |
سبب نزول سورة الكوثر أما سبب نزول سورة الكوثر فكما يرى عبد الله بن عباس -وهي أصح رواية-، فقد قيل عنه بأنها نزلت في العاص بن وائل، وذلك أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج من المسجد وهو يدخل، فالتقيا عند باب بني سهم، وتحدثا وأناس من صناديد قريش في المسجد جُلوس، فلما دخل العاص قالوا له: من الذي كنت تحدث؟ قال: ذاك الأبتر، يعني النبيّ -صلوات الله وسلامه عليه-، وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان من خديجة، وكانوا يسمون من ليس له ابن: أبتر، فأنـزل الله تعالى هذه السورة | المعنى في تفسير القرطبي أي مبغضك؛ وهو العاص بن وائل حيث كان العرب في يسموا من كان له بنون وبنات، ومات البنون و ظل البنات، أنه أبتر |
---|---|
اللهم يا جامع الشتات ويا مخرج النبات ويا محيي العظام الرفات ويا مجيب الدعوات ويا قاضي الحاجات ويا مفرج الكربات ويا سامع الأصوات من فوق سبع سموات ويا فاتح خزائن الكرامات ويا مالك حوائج جميع المخلوقات اسألك اللهم أن تجود علي بقضاء حاجتي …وتسمي حاجتك… انك قادر على كل شيء يا رب العالمين يا عظيم | أو سبب نزول سورة الكوثر لعلها من الأمور الخفية عن الكثيرين، رغم أن سورة الكوثر وآياتها من السور القصيرة المعروفة بل والمحفوظة من قبل الكثير من الناس، وعهدنا بالقرآن الكريم أنه مليء بالقصص والعبر والحكم والأسباب ، وذلك لأن نزول القرآن الكريم تزامن مع أحداث ووقائع حدثت ووقعت أثناء نزوله، فكان ذلك سببًا في نزول بعض السور والآيات التي كانت ردًا على تلك الحادثة، فإما لترد على المشركين أو لتعالج أمرًا أو قضية، وهذا كله لنعلم بأن هذا القرآن الكريم هو كتاب خالد لا شبيه له، محكم معجز في شتى جوانبه |
لم يرد أي حديث صحيح يدل على اختصاص سورة الكوثر بالفضل، وما جاء في ذلك من أخبار، فهي مجرد أحاديث موضوعة مثل حديث: من قرأ سورة الكوثر أسقاه الله من أنهار الجنة.
29