وقال تعالى: }فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا { | قال القرطبي رحمه الله: "المنُّ: ذكر النعمة على معنى التعديد لها والتقريع بها، مثل أن يقول: قد أحسنتُ إليك، ونعشتك وشبهه" |
---|---|
فالرسول عليه الصلاة والسلام علَّم أصحابه أنَّ كلَّ أمرٍ يقوم به المسلم فهو عبادة إذا قَصد وجه الله، حتى أنه لَمَّا ذكر بعضًا من القربات إلى الله ذكر من بينها مباضعة الرجل لزوجته، كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: إن أُناسًا قالوا: يا رسول الله: ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نُصلِّي ويصومون كما نصوم، ويتصدَّقون بفضول أموالهم، قال «أو ليس قد جعل الله لكم ما يصدَّقون به؟ إنَّ بكلِّ تسبيحة صدقة، وكلِّ تكبيرةٍ صدقة، وكلِّ تحميدةٍ صدقة، وكلِّ تهليلةٍ صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة» | ومنها أنه يوجب له المزيد من معرفة لله وأسمائه ومعانيها والتعلُّق بها؛ فإنَّ الراجي متعلِّق بأسمائه الحسنى متعبِّدٌ بها، داع بها |
والشفاء الذي من عدمه حلَّت بقلبه جميع الأسقام، واللذَّة التي من لم يظفر بها فعيشه كلُّه هموم وآلام.
وواصلوا إليه المسير بالإدلاج والغدو والرواح | اللهم ألبسني لباس العافية حتي تهنئني بالمعيشة , واختم لي بالمغفرة حتي لا تضرني الذنوب , واكفني كل هول دون الجنة , حتي تبلغينها , برحمتك يا أرحم الراحمين |
---|---|
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: " الدعاء مخ العبادة: المخ بالضم نقي العظم والدماغ وشحمة العين وخالص كل شيء، والمعنى أن الدعاء لب العبادة وخالصها لأن الداعي؛ إنما يدعو الله عند انقطاع أمله مما سواه وذلك حقيقة التوحيد والإخلاص ولا عبادة فوقهما | والرجاء من الأسباب التي ينال بها العبد ما يرجوه من ربه، ودليل كونه مقربًا إلى الله قوله تعالى في وصف بعض أنبيائه وذكر عبادتهم والدافــع لها، فقال: }إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين { |
اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا , ولا يغفر الذنوب إلا أنت , فاغفر لي مغفرة من عندك , وارحمني برحمتك الواسعة , إنك أنت الغفور الرحيم.
24وإذ الافتقار والاحتياج من لوازم الإنسان والمشرك كلما وقع في مشكلة لا يخطر بباله إلا الاتجاه إلى معبوده بالدعاء | اللهم اجعلني بالعروة الوثقي من المعتصمين , وألهمني من الرشد ما يجعلني من الراشدين ومن خشيتك ما يبلغني مكانة المتقين , ومن طاعتك ما تلحقني به مع الصالحين , ومن اليقين ما يجعلني من المقربين , ومن الحب فيك ولك ما يرفعني إلي عليين واحشرني مع الصديقين |
---|---|
آداب الدعاء : عدمية أو ثبوتية الآداب العدمية : 1 | قصة أويس القرني عن عمر أنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم له قد كان به بياض فدعا الله فأذهب عنه إلا موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه منكم فليستغفر لكم |
وضعف القوة عن مقاومة مرض الشهوة , وطمعا في مغفرتك , واتكالا علي عفوك , وحسن طن بك , ورجاء لكرمك , وطمعا في سعة حلمك ورحمتك.
30