من صور الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم. فصل: الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم

وقد تغيَّر وانحرف مفهوم محبة النبي صلى الله عليه وسلم عند البعض, فبعد أن كانت محبته تعني طاعته واتباعه في كل أمر، وإيثاره على كل مخلوق, صار مفهومها عندهم تأليف صلوات مبتدعة, وإقامة موالد, وإنشاد قصائد في حبه ومدحه صلى الله عليه وسلم يصل بعضها إلى حدَّ الوقوع في الشرك، وذلك بالاستغاثة والاستعانة به, والطلب منه، ورفعه إلى مرتبة الألوهية، وكل ذلك من الغلو والانحراف الذي طرأ على المعنى الحقيقي لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم ومفهومها أيها المؤمنون عباد الله: ومن ابتُلوا بالاحتفالات البدعية؛ كالاحتفال بمولد النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يسْلم كثير من هؤلاء من قصائد ينشدونها في ليلة المولد وغيره من ليالي الاحتفالات التي توصف بأنها دينية والحقيقة أنها بدعية؛ فينشدون فيها من القصائد القائمة على الغلو في شخصه -عليه الصلاة والسلام-
أيها المؤمنون عباد الله: ولقد كان نبينا -عليه الصلاة والسلام- ناصحًا أمينًا فحذَّر الأمة أشد التحذير من الغلو فيه -عليه الصلاة والسلام-، وقد تكاثرت عنه الأحاديث في ذلك؛ ولاسيما عند سماعه -صلى الله عليه وسلم- كلامًا فيه شيء من الغلو فيه -عليه الصلاة والسلام- ثالثاً: أن الصحابة رضي اللّه عنهم أتقى الناس للّه تعالى وأشدهم حرصاً على الخير، وأعظم محبة للنبي صلى اللّه عليه وسلم ممن جاء بعدهم، ومع ذلك لم يحتفلوا بمولده صلى اللّه عليه وسلم ولو كان خيراً لسبقونا إليه، ونحن مأمورون بالاهتداء بهديهم والسير على طريقتهم كما في حديث العرباض بن سارية رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة «رواه أبو داود والترمذي»

اذكر صورتين من صور الغلو المحرم في ال بيت النبي صلي الله عليه وسلم

.

16
اذكر صورتين من صور الغلو المحرم في آل بيت النبي صلى الله وعليه وسلم
ومن الأمور التي لا تخفى على المسلمين أن محبة النبي صلى اللّه عليه وسلم من الأمور الواجبة المتعينة على كل مسلم ومسلمة، وقد جاء في الحديث لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين وهذه المحبة الواجبة دليلها وبرهانها: طاعة النبي صلى اللّه عليه وسلم فيما أمر وتصديقه في ما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وألا يعبد اللّه إلا بما شرع قال اللّه تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وقال سبحانه: {لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة لمن كان يرجو اللّه واليوم الآخر}، قال الحافظ ابن كثير - رحمه اللّه -: هذه الآية الكريمة أصل في التأسي بالنبي صلى اللّه عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله
اذكر صورتي من صور الغلو المحرم في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
ـ ومن صور الجفاء مع النبي صلى الله عليه وسلم: ترك الصلاة والسلام عليه، وقد أمرنا الله عز وجل بالصلاة والسلام عليه فقال: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} الأحزاب: 56 ، وقال صلى الله عليه وسلم: من صلى عليّ صلاة، صلى الله عليه بها عشراً رواه البخاري، وقال: البخيل: من ذُكِرْتُ عنده فلم يصلِّ عليَّ رواه الترمذي وحسنه ابن حجر، وقال صلى الله عليه وسلم: ما جَلَس قومٌ مجلساً لم يذكروا الله فيه، ولم يصلّوا على نبيهم إلا كان عليهم تِرَةً حسرة وندامة ، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم رواه الترمذي وصححه الألباني
من أمثلة الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم
بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ"، وروى الإمام أحمد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رجلًا قال: « يَا مُحَمَّدُ يَا سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا وَخَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا»، فَقَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَاكُمْ وَلَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ؛ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ" ـ ويلحق بالجفاء مع النبي صلى الله عليه وسلم عدم معرفة شمائله وأخلاقه، وخصائصه ومعجزاته التي خصّه اللهُ بها لعلو قدره ومنزلته، إذ معرفة سيرته وخصائصه ومعجزاته تزيد المسلم حباً وتوقيراً، وأدباً واتباعاً له صلوات الله وسلامه عليه
ـ ومن الجفاء معه صلى الله عليه وسلم الانتقاص من قَدْر أحد أصحابه رضوان الله عليهم، فْضلاً عن سبِّه وشتمه، فهم أصحابه الذين صاحبوه، وأحبهم وأحبوه، وكان لهم شرف الصحبة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه رواه البخاري اذكر صورتين من صور الغلو المحرم في آل بيت النبي صلى الله وعليه وسلم يجب على المُسلم الابتعاد عن الغلو في الحياة والالتزام التام بدعوة الله تعالى والاستغاثة به في الشدائد وأنّ يكون على علم تام في الحياة أنّ الخير والنفع والضر من عند الله عز وجل، وقدمنا لكم في مقالنا اذكر صورتين من صور الغلو المحرم في آل بيت النبي صلى الله وعليه وسلم

فصل: الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم

.

7
اذكر صورتين من صور الغلو المحرم في ال بيت النبي صلي الله عليه وسلم
أيها المؤمنون عباد الله: وفي هذا المقام نذكر إخوانًا لنا في مصابٍ جلَل وحادثٍ مؤلم؛ ألا وهو حادث حريق مستشفى جيزان العام، وقد راح فيه عدد من الوفيات وكثير من المصابين، فنسأل الله -عز وجل- أن يتقبل الموتى شهداء في سبيله، وأن يجيرنا وأهليهم والمسلمين في مصابنا، وأن يشفي المصابين بمنِّه وكرمه، وأن يمن علينا أجمعين بالأمن والإيمان والعافية والسلامة إنه -تبارك وتعالى- جواد كريم
من صور الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم الرجوع لشريعته دعائه التسليم لحكمه الاستغاثه به التبرك بقبره
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد
الغلو والجفاء في حب إمام الأنبياء صلى الله عليه وسلم
ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار