وبإمكانك الدفع عند الإستلام أو الطريقة المفضلة للدفع لجميع منتجاتنا | يعني مايختلف عليك لا وقت ولا باريستا ولا فرع |
---|---|
وبمثل هذه الكلمات المكررة ينام ويسمع ويُصَدِّق كل ما يقال له، بل هو يُنَفِّذ ما يقال له، حتى بعد أن يستيقظ دون أن يدري البواعث التي تحمله على تنفيذه، كأن نقول له: غدًا في الساعة الخامسة ستذهب لزيارة فلان صديقك، فهو ينفذ هذه الزيارة دون أن يعرف أنه قد أوحي إليه بها في اليوم السابق | نضمن لكم عند شرائكم، جودة القهوة ونقل تجربة مختلفة بوجود قهوة من محمصة محلية ومزرعة دولية ونسعى تقديم أبرز الخدمات لإرضاء جميع عملائنا |
.
والتنويم النفسي الهبنوتية على الرغم من الادعاءات التي نسبها إليه الدجالون، هو في نهايته «الإيحاء» لا أقل ولا أكثر، ولكنهم استطاعوا أن يُثِيروا استطلاع الجمهور؛ لأنهم أطْلَقُوا عليه اسم «التنويم المغنطيسي» مع أنه ليس فيه أي مغنطيس، وكل ما في الأمر أن هناك أشخاصًا أكثر تأثرًا من غيرهم بالإيحاء، بحيث إذا أوحينا إليهم أنهم في حَرٍّ لا يطيقونه سال العرق من وجوههم، وإذا أوحينا للأم أن طفلها مريض بَكَتْ؛ فالوجدان يزول وتعود النفس وكأنها لوحة مسحاء نكتب عليها ما شئنا، والنائم يصدق كل ما نقوله ويستسلم لكل عقيدة نغرسها فيه، ولا يعارض إلا قليلًا جدًّا؛ أي: يزول منه الوجدان إلا أقله، وطريقة التنويم النفسي أن نجعل الشخص يقعد، أو بالأحرى ينطرح منسطحًا في استرخاء، ويجمع نظره في شيء لامِعٍ لا يتحول عنه ولا يفكر في غيره، ثم نتدرج به في الإيحاء بالإيهام: أنت ستنام الآن، أنت بدأت تنام، جفونك تسترخي، ستتثاءب، أوشكت أن تنام، لقد نِمْتَ ولكنك ستسمع كل ما أقوله لك، إلخ | والإيحاء يحدث بالكلمة والصورة والفكاهة والقصة والأغنية والقدوة، وهذه كلها تتسلط علينا في حياتنا الاجتماعية، وتغرس فينا عواطف نكاد نحسبها — لفرط إحساسنا بها — طبيعية؛ فالمسلم يشمئز من لحم الخنزير، وكلنا — باستثناء الصينيين — نشمئز من لحم الكلب، ونكاد نعتقد أن هذا الاشمئزاز طبيعي ولو دعانا أحد إلى أن نأكل لحم الكلب لعددناه أسفل إنسان في الدنيا، إن لم نَعُدَّه مجنونًا، والواقع أن هذه العواطف اجتماعية تعود إلى الإيحاء؛ أي: إيحاء المجتمع بالقدوة والكلمة، كلمة نجس للخنزير والكلب، وليس فيها شيء طبيعي |
---|---|
والإيحاء يصدمنا بأنواعه المختلفة؛ فإن للكلمات العاطفية في اللغة أثرًا لا ينقطع للخير أو للشر، فللكلمات: شَرَف وإخاء وإنسانية ورحمة إيحاءٌ للخير، وللكلمات: نجاسة وشماتة وكفر وانتقام إيحاءٌ للشر، وللقصة التي نقرأها في المجلة والصورة التي نراها على الحائط أو في الجريدة إيحاءٌ يُوَجِّهنا ويُكَوِّن مزاجنا ويُؤَثِّر في سيرتنا الشخصية أو الزوجية أو الاجتماعية، وإيحاءُ الإعلانات في الذين يشترون الأدوية المسجلة واضح؛ فإنهم يدفعون عشرين قرشًا فيما لا يزيد ثمنه على خمسة مليمات للإيحاء الذي بَعَثَه الإعلان في نفوسهم من الفائدة المزعومة لهذه الأدوية بإثارة مخاوف وآمال عن صحتهم | قهوة — مشروبات باردة — حلا شيء فخم جداً جداً وان جيته في الفرعين وفي اي وقت بتذوق نفس الطعم |
وعندما يقعد اثنان لبحث موضوع يَلْجَأ كلاهما إلى وجدانه فيقدم البراهين الموضوعية يدعم بها حجته، وبعيد أن يصلا إلى نتيجة يتفقان عليها إذا كان الموضوع يَمَسُّ العواطف؛ ولذلك فإن أبرعهما يعمد إلى الإيحاء ويترك المنطق، والمجرم القارح العائد الذي تدرب على المحاكمة يعرف أن أَفْضَل ما يُؤَثِّر به على القاضي هو أن يبكي ويتذلل، ويَذْكُر زوجته وأولاده الذين سيموتون من الجوع إذا حُبِسَ وحُرِمَ الكدح لهم؛ لأن حركة عواطفه هذه تُحَرِّك بالمحاكاة ما يضارعها عند القاضي فيتَحَنَّن ويتَلَطَّف، أما إذا جادل القاضي وقرع الحجة بالحجة فإنه سيسيء بانتصاره المنطقي، وقد يجد من القاضي رغبة في الانتقام لهذا الانتصار عليه.
19انظر إلى الإيحاء السيئ في مصر للمسنين؛ فإن الموظف يُحَال على المعاش في سن الستين وكأن هذه الإحالة توحي إليه بأنه لم يَعُدْ مفيدًا، ثم نحن نوحي إليه الوقار، فلا يجري ولا يلعب، فإذا تقدمت به السن إلى السبعين طالبناه بزيادة الوقار، فيجب أن يقعد ويُقِلَّ من الحركة، أي: يجب أن يركد ويتعفن ويموت، وهذا بخلاف ما يلقاه المُسِنُّ في أوروبا من الإيحاء بالشباب والصحة، حتى إنه يكون في السبعين ويلبس الشورط ويلعب، بل ويرقص؛ فهناك إيحاء للصحة والقوة، وهنا إيحاء للمرض والضعف | |
---|---|
انظر إلى سِرْب من البط رَأَتْ واحدة منهن شيئًا يخيفها فصاحت وطارت، فما هو أن تفعل هذا حتى تطير نحو مائة أو ألف بطة خلفها، فقد تحرَّكَت عاطفةُ الخوف بإيحاءِ البطة الأولى، ولم يكن هناك وجدان للتساؤل والبحث، وطِرْن جميعهن وكُنَّ في ما يشبه التنويم النفسي عندنا | وأغاني المذياع وأغانيجه توحي إلى الفتيات والشبان بالكلمة والنغمة سلوكًا جنسيًّا قد يصل أحيانًا إلى الدعارة في الإحساس، وفي بعض المعابد يتخذ الكاهن من الألحان والتراتيل في الجو المعتم للمعبد مع البخور ما يُزِيد التقبل للإيحاء فتَثْبُت العقائد، ومثل هذا الجو السيكلوجي تحدثه الفائدة لحفل الزار وتُسرف فيه حتى ينقلب الإيحاء إلى تنويم نفسي تامٍّ فيغيض الوجدان وتبرز الكامنة العقل الكامن فنجد أن المرأة ترقص وتترنح بحركات جنسية سافرة، أو هي تطلب التسلط بأن تركب خروفًا أو نحو ذلك |
الإيحاء والتنويم النفسي كان التنويم النفسي الذي فشا بين الجمهور باسم «التنويم المغنطيسي» من الأسباب الأولى لدراسة السيكلوجية الحديثة، وكان بابًا ينفتح على ميادينَ رحبة وآفاق واسعة جعلتْنَا نملك من هذا العلم معارف جديدة زادتنا فهمًا للطبيعة البشرية.
13