فالتوكل عبادةٌ لا يكون إلا لله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فلا تقول إلا توكلت على الله وحده ثم وكلتك أو أنبتك ، والوكالة غير التوكل | لي زميل في العمل وأثناء الحديث معه أخبرنا بأن لديه حجابا أخذه من ناس يقولون إنهم شيوخ معالجون من نفس المنطقة يقول مكتوب به آية الكرسي ووضعه في جلد ويربطه على وسطه فدار بيننا حوار أنا وهو ومجوعة من الزملاء وناصحناه بحرق الكتاب أو أن يأتي به لأحد الأشخاص الموثوقين لفكه والنفث عليه فرفض بحجة أنهم شيوخ وأن هذا الشيء ما يقدر يطلع عليه أحد وأنه مفيد فما كان مني إلا أن قلت له من باب تخويفه بالله والله لو مت وهو معك لتدخل النار وبصراحة بعدما قلتها ندمت وخفت أن الله يحبط عملي مثل الرجل الذي قال لأحد العصاة والله لا يغفر الله لك فقال الله تعالى من ذا الذي يتألى علي فقد غفرت له وأحبطت عملك وأنا الآن خائف من هذا الشيء أرجو إفادتي بماذا يجب علي فعله جزاكم الله خيرا |
---|---|
أما الشرك الأصغر: فإنه ما دون الشرك الأكبر، مثل: أن يحلف بغير الله غير معتقد أن المحلوف به يستحق من العظمة ما يستحقه الله عز وجل، فيحلف بغير الله تعالى تعظيماً له، أي للمحلوف به ولكنه يعتقد أنه دون الله عز وجل في التعظيم، فهذا يكون شركاً أصغر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ، وهو محرم سواء حلف بالنبي أو بجبريل أو بغيرهما من الخلق، ويكون به مشركاً شركاً أصغر | قال القاري في قوله : |
وروى الإمام أحمد في الزهد: أن عمر بن الخطاب كان يقول: اللهم اجعل عملي صالحاً، واجعله لك خالصاً، ولا تجعل لأحدٍ فيه شيئاً | وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام، وقد يصدر في الصدقة الواجبة أو الحج، وغيرهما من الأعمال الظاهرة، أو التي يتعدى نفعها، فإن الإخلاص فيها عزيز، وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط، وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة |
وأما الصلاة بخصوصها: فإن الرياء الخالص بالصلاة من أجل المخلوقين دون أي التفات إلى وجه الله سبحانه، لا يكاد يصدر من مسلم أصلا، ولو فرض أن مسلما صلى من أجل الناس فقط دون أي إرادة لوجه الله، فهذا شرك أكبر.
14وختامًا فإن الشرك الأصغر من الأمراض الخطيرة التي قد تكون خفية على كثير من الناس، وحتى ينجو الإنسان منها فعليه أن يحافظ على قلبه وأن يكون الشديد التعلق بالرب سبحانه وتعالى | فالله هو الذي خلق، وهو الذي رزق، وهو الذي يحيي، وهو الذي يميت، ومع كل هذه النعم، وهذه المنن، والمشرك يجحد ذلك وينكره، بل ويصرف عبادته وتعظيمه لغير الله سبحانه |
---|---|
وأما الصلاة من أجل الناس فقط دون أي التفات إلى إرادة وجه الله: فهذا قد لا يتصور أصلا صدوره من مؤمن | وهذا الأخير هو ما أرتضيه؛ لأن تعريف مثل هذا النوع من الشرك غير منضبط لكثرة أفراده وتنوعه |
والرياء ينقسم قسمين: فإن كان الرياء في عقد الإيمان، فهو كفر ونفاق، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار، فلا يصح أن يخاطب بهذا الحديث.
18