يفنى الزمان وما يفنى قتالهم. نعيب زماننا

وعندهم مقامات مختلفة: مقام الوحدة فقط، ومقام الجمع، ومقام الفرق، ومقام جمع الجمع، ومقام فرق الفرق، وكل هذه اصطلاحات لهم، بعضها مسلم صحيح مثل ما تقرءونه في كتاب مدارج السالكين لـ يشرحها شرحاً صحيحاً في مقام الجمع، ومقام الفرق، ومقام جمع الجمع إلى آخره، لكن بعضها يرجع إلى الاتحاد يقول: شكول الناس على اختلافهم يحبون شكول المحبوبات على اختلافها، وأحقهم بأن يعذر في العشق والحب من كان محبوبه أفضل، وهذا كالتمهيد للبيت التالي
يقول: فيا شوقي ما أبقاك فلست تنفد، ويا من لي يمنعني من ظلم الفراق، ويا دمعي ما أجراك، ويا قلبي ما أصباك وأشوقك، وقد حذف كما ترى ياءات الإضافة من شوق ودمع وقلب تخفيفًا؛ لأن الكسرة تدل عليها، ولك أن تقرأ شوق ودمع وقلب مبنية على الضم على أنها مفردة أي غير مضافة إلى ياء المتكلم، وحذف الكاف المنصوبة من أبقى وأجرى وأصبى للمخاطبة التي قبلها بالنداء، وقوله: ويا لي، استغاثة، قال العكبري: قوله ويا لي يحتمل أن يكون أراد اللام المفتوحة التي للاستغاثة كأنه استغاث بنفسه من النوى، ويحتمل أن يكون أراد اللام المكسورة التي للمستغاث من أجله كأنه قال: يا قوم اعجبوا لي من النوى مسألة: إذا مات إنسان وترك أخًا شقيقًا وأمًا وابنتين، فللبنتين الثلثان وللأم السدس وما بقي فللأخ الشقيق تعصيبًا، وهكذا تكون القسمة أيضًا لو كان بدل الأخ الشقيق أخت شقيقة أو أخ أو أخت لأب، وإذا اجتمع أصحاب جهة واحدة —كالإخوة الأشقاء والإخوة لأب- فإنه يُنظر إلى الأقوى صلة بالميت

أرشيف الإسلام

لهفان: حال من التاء في بقيت بينهم، وأصل اللهف: حرارة الجوف من شدة وكرب ونحو ذلك، والمراد باللهفان هنا: الممتلئ غضبًا.

9
أرشيف الإسلام
قافية الدال
المعيز: اسم لجماعة المعز — كالكليب والعبيد — قال العكبري: المعيز: اسم للمعزى، وهو خلان الضأن، وهو اسم جنس، تقول: المعز والمعيز والأمعوز، وواحد المعز: ماعز: مثل صحب وصاحب، والأنثى ماعزة وهي العنز والجمع مواعز، والمعز بالفتح والمعز بسكون العين لغتان فصيحتان؛ قرأ أهل الكوفة ونافع بسكون العين، وقرأ الباقون بفتحها، وقال سيبويه: معزى منون مصروف؛ لأن الألف للإلحاق — لا للتأنيث — وهو ملحق بدرهم على فعلل؛ لأن الألف الملحقة تجري مجرى ما هو من نفس الكلمة، يدل على ذلك قولهم: مُعيز وأُريط — في تصغير معزى وأرطى — في قول من نون فكسروا ما بعد ياء التصغير كما قالوا دريهم، ولو كانت للتأنيث لم يقلبوا الألف ياء، كما لم يقلبوها في تصغير حبلى وأخرى، وقال الفراء: المعزى مؤنثة، وقال بعضهم: مذكرة، وحكى أبو عبيد أن العرب كلها تنون المعزى في النكرة، والآرام: الظباء الخالصة البياض، وقوله ناظرة: حال؛ أي في حال نظرهن وامتداد أعناقهن، أو في حال إقبالهن، وقال بعض الشراح: ناظرة: تمييز، وليست اسم فاعل، والتقدير من حسن الآرام عيونًا
[45] من قول الله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ} الآية 176.
يقول: إنه من الذكاء والنفاذ وثقوب البصيرة بحيث يرى ظنُّه الشيءَ قبل أن تراه عينه، كالطليعة تتقدم أمام الجيش؛ ثم أوضح فقال: يرى قلبه في يومه بظنه ما تراه عينه غدًا
فضربتها العرب مثلًا في أشعارها: يقولون ألوت به العنقاء المغرب، وطارت به العنقاء؛ يريدون هلاكه أو ذهوبه إلى حيث لا يرجع وحجة أخرى: اتصالهما بتاء التأنيث الساكنة التي لا يقلبها أحد في الوقف هاء كما قلبوها في رحمة وشجرة، وذلك قولهم: نعمت الجارية، وهذه التاء يختص بها الفعل الماضي
يقول: متى رأت عيني بياض الشيب في شعري، فكأني وجدته في سوادها كراهية له، وإذا ابيضَّ سواد العين عمي صاحبها، فكأنه يقول: الشيب كالعمى قال ابن فورجه: كيف أمن أن يقول: ما أذلته إلا لإدراك الثأر، وإحماء الذمار؟ وهذا تعليل لو سكت عنه كان أحب إلى أبي الطيب، وإنما المعنى: أكثرت القتل فحسبك وأغمد سيفك، فقال: صن سيفك، وإنما يريد أغمده

قافية الدال

قال العكبري: كان محمد بن عبيد الله — هذا الممدوح — قد واقع قومًا من العرب بظاهر الكوفة، وهو شاب دون العشرين فقتل منهم جماعة وجرح في وجهه فكسته الضربة حسنًا، فقال: ليت الضربة التي قدر لها محمدها — يعني الممدوح — كما قُدرت الضربةُ له كانت بي؛ أي ليتني كنت فداءه من تلك الضربة فوقعت بي دونه.

23
الشاعر إيليا أبو ماضي
تغلب: قبيلة سيف الدولة، والغلباء: في الأصل الغليظة الرقبة، والمراد العزيزة الأبية الممتنعة، وعبارة الواحدي: الغلباء: الغلاظ القلوب، نعتهم بغلظ الرقبة؛ لأنهم لا يذلون لأحد ولا ينقادون له، يقول: هي وإن كانت من تغلب — تلك القبيلة المعروفة بالعز والمنعة — بيد أن لها مع ذلك من الفضائل مما تنماز به عنهم وتفضلهم، كالخمر أصلها العنب، ولكن في الخمر من المزايا ما ليس في العنب، ومن ثم تفضله، وهذا مثل قوله: فإن المسك بعض دم الغزال
الشاعر إيليا أبو ماضي
والخلق: مبتدأ، وجملة أعيدا: خبر؛ يتعجب من جمال زمان الممدوح
الخنساء وصخر : الشاعرة القوية الثائرة
يقول: إن هناك خضابين الذهب والدم وأحسنهما الدم، وهناك خاضبان الصناعة والغضب — لأن خضبه بالذهب لا يكون إلا بصناعة الصيقل، وخضبه بالدم إنما يكون بسبب الغضب الباعث على الجلاد بالسيف — وأحسن الخاضبين الغضب، وروي: وخاضبِيه — بكسر الباء — على أنه جمع خاضب، قال ابن جني: وخاضبيه عطف على ما، وجمع الخاضبين جمع تصحيح؛ لأنه أراد من يعقل وما لا يعقل كقوله تعالى: وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ الآية
المخش: الجريء على الليل والدخال في الأمور والحروب
وليس يلحقه بهذين عيب ولا يستحق أن يحرم معروفًا هذا، وقد قال ابن جني: ارتفع العيد بفعل محذوف، وأصله: ثبت العيد هنيئًا لك، فحذف الفعل وأقام الحال مقامه، فرفعت العيد كما يرفعه الفعل

التفريغ النصي

قال الواحدي: ويجوز أن يكون المعنى: أعطى فقلت لجوده مخاطبًا: لا يقتني أحد مالًا؛ لأنهم يستغنون بك عن الجمع والادخار، وسطا فقلت لسيفه: انقطع النسل، فقد أفنيت العباد.

7
[45] من قول الله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ} الآية 176.
واستدلوا بقول النابغة: تَنَاسَيْتُ قَبْلَ الْيَوْمِ خُلَّةَ مَهْدَدَا إلى آخر الأبيات
📃 الخَنساء: قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ
يقول: متى يجد الشفاء من الشوق المحرق محب لهذه المحبوبة إذا دنا منها بشخصه نأى عنها بعفافه؟ وعبارة ابن جني: يريد متى تشفى مما بك وأنت كلما قدرت امتنعت؟ ألح عليه: لازمه، ويقال: ألح عليه بالمسألة، وألح الرجل على غريمه في التقاضي إذا واظب، وسحاب ملحاح: دائم، وألح السحاب بالمكان: أقام به مثل ألث، وألحت الناقة وألح الجمل: إذا لزما مكانهما فلم يبرحا كما يحرن الفرس، وكله من اللزوق، والعوائد: جمع عائدة، وهي التي تعود المريض
قافية الباء
وذكر ضمير عينيك، والأفعال بعد، لقوله: من غزال على لفظه لا معناه؛ لأن المراد بالغزال المعشوقة وتقدير الكلام: فدًى لعينيك من غزال نفسي وطارفي وتليدي