فإن مت من ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيرا» | فنسأل الله العظيم أن يرزقنا هذا اليقين، وأن يعجل لك بالفرج من لدنه، إنه هو أرحم الراحمين |
---|---|
ما حضر الموت إنساناً يعتقد أن الساحر ينجيه من عذاب الله أو ينجيه من همه وغمه من دون الله إلا كان مشركاً والعياذ بالله! قال: كيف؟ قلت: يا أخي اعرض أمرك على الله، وإن من أغرب ما وجدت من الهموم والمصائب التي يصاب بها الموسوس -والعياذ بالله- ما وجدت في هذا الرجل، فشاء الله عز وجل، أن قلت له: يا أخي! قد يكون الشك أليماً، وقد يكون متعباً، ولكنه على الأقل منطقي، وربما كان الشك مرحلة مؤقتة، ولكن النجاة منه لا تكون بالعودة إلى العقائد المنبوذة التي تنتمي إلى جيل أغبى من هذا الجيل | وروى الإمام أحمد في مسنده وَقَدْ أُرِيتُكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ يُسْأَلُ أَحَدُكُمْ مَا كُنْتَ تَقُولُ وَمَا كُنْتَ تَعْبُدُ فَإِنْ قَالَ لاَ أَدْرِى رَأَيْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئاً فَقُلْتُهُ وَيَصْنَعُونَ شَيْئاً فَصَنَعْتُهُ |
وَإِنْ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ.
1وكم من أناس بيننا يقولون: لا إله إلا الله؛ ولكن يعظمون الأسباب ويحبونها أشد من حبهم لله، فكم من مريض أصابه المرض ظن أن طبيبه يداويه وأنه يعافيه ويشفيه، فنقص الإيمان من قلبه على قدر ما فات من يقينه، وكم من مديونٍ ظن أن عبداً يفك دينه ويقضي حاجته فخيب الله ظنه وقطع رجاءه، فأصبح فقيراً صفر اليدين من اليقين به جل جلاله | وفي رواية أبي بكر الإسماعيلي في " صحيحه "، قال: من يمنعك مني؟ قال: «الله» |
---|---|
وحقيقته: هو الاعتماد على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار | اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك |
ولله المثل الأعلى، لو أن واحداً منا في يوم من الأيام احتاج إلى أمر بسيط من أمور الدنيا، فجاء رجل فقضى لك هذه الحاجة بعد أن ضاقت عليك الأرض، وأصبحت في شدة ماذا يكون؟ يأسرك بهذا المعروف، حتى إن بعضنا إذا جاء يجلس مع أولاده أول ما يتكلم يقول: فلان فعل معي كذا وكذا جزاه الله خيراً، إذا جلس مع جماعته: فلان فعل معي كذا وكذا جزاه الله خيراً، لكن هل جلست مع أولادك يوماً من الأيام تقول: كنت فقيراً فأغناني الله، وكنت ضعيفاً فقوَّاني الله، وكنت مريضاً فشفاني الله، هل أحد منا فعل هذا؟! فلذلك ينبغي للإنسان أن يسلم الأمر لله، وأن يعتقد صدق الاعتقاد أنه لا حول ولا قوة إلا بالله.
11نسأل الله أن يسترنا وإياكم بستره | فاقبل من أخيك أن يمزح، ولكن إذا جاء وقد الجد ووقت ذكر الله عز وجل فلا تقبل أن يسخر ويمزح، ولذلك كان الإمام يمازح أصحابه؛ وكان إماماً من أئمة التابعين، كان يقال عنه سيد من سادات التابعين، وأوصى رضي الله عنه الصحابي الجليل أن يغسله ، هذا الإمام الجليل، يقول أحد جيرانه: كان إذا جن عليه الليل سُمع بكاؤه من القرآن من بيته، وإذا أصبحنا سمعنا الضحك من الغرف |
---|---|
وقال الترمذي: حديث حسن ، زاد أبو داود: «فيقول - يعني: الشيطان - - لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي؟» | لذلك تأخرت البداية حوالي ساعة |