وقد قال بعض السلف: "إن الذين يتحابون في الله تعالى يجتمعون على غير أرحام بينهم، ولا على أموال يتعاطونها فيما بينهم، وإنما يجتمعون على طاعة الله" | |
---|---|
فالله عز وجل هو الولي الذي يتولاه عبده بعبادته وطاعته والتقرب إليه بما أمكن من القربات وهو الذي يتولى عباده عموماً بتدبيرهم ونفوذ القدر فيهم، ويتولى عباده بأنواع التدبير | وقيل: "إنه هو القريب، فقلب المؤمن الولي لله تعالى يحيا بالله، ينشغل بطاعة الله |
ولذلك كان الدافع للعمل إذا صار من محبة أقوى منه إذا صار من الخوف، ولذلك المحبة هي الرأس والخوف والرجاء الجناحان، وإذا قطع الرأس لا يطير الطائر أصلاً ولا يمشي ولا يتحرك، ولذلك من الناس من يعبد الله خوفاً منه، ومن الناس من يعبد الله رجاء فيه، ومن الناس من يعبد الله محبة له، والمؤمن ينبغي أن تجتمع فيه الأشياء الثلاثة بدون أن ينتفي منها، لو انتفى شيء منها معنى ذلك أنه قد وقع في خطر عظيم، فإذا صار الدافع للعمل محبة الله -هذه عبارة بليغة-، إذا صار الدافع للعمل محبة الله فلا تخف، فيستمر العمل، إذا كان الدافع هو الخوف، يمكن أن يخف إذا عرض عارض رجاء في الفكر أو السماع، أو قراءة شيء مما فيه سعة الرحمة والتوبة، حصل للخوف نقص، ففتر العمل.
وروايته عن "يحيى بن حسان" مضت برقم : 2643، إلا أنه وقع هناك خطأ أيضًا في اسمه ، فكتب " يحيى بن نصر" ، وقد خبطنا في تصحيفه خبط عشواء ، والصواب " بحر بن نصر " فليصحح هناك | وهؤلاء المقسطون عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولُوا أي من أنواع الولايات سواء كان في وظيفة، أو كان في أسرة، أو كان في تجارة، فإنه إذا تولى ولاية صار هناك أناس تحته يعدل بينهم، اتصف بصفة من أولياء الله تعالى |
---|---|
صحيح مسلم: 2637 قال رحمه الله تعالى في شرح هذا الحديث الشريف: محبَّة الله تعالى لعَبدِه هِيَ إرادَتُه الخَيرَ له وهدايَتُه وإنعَامُه عَلَيه ورَحمَتُه | وخرجه السيوطي في الدر المنثور 3 : 310 ، وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا ، وأبي الشيخ ، وابن مردويه ، والبيهقي |
وقد قيل: شيخُك أبوك، بل أعظمُ حقًّا من والدك.