قالت أمُّ حبيبةَ : فما تركتهن منذ سمعتُهن من رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ | وجاء فيما ورد عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرِو رَضِيَ اللهُ عَنْهما، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «وقتُ العِشاءِ إلى نِصفِ اللَّيلِ الأَوسطِ»، و عن أنسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: «أخَّر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةَ العِشاء إلى نِصفِ اللَّيلِ، ثم صلَّى، ثم قال: قد صَلَّى الناسُ وناموا، أمَا إنَّكم في صلاةٍ ما انتظرتُموها» |
---|---|
يُسلّم عن اليمين مُلتفتًا يمينًا، ثمّ عن الشّمال مُلتفتًا شمالًا، ويقول في كلّ تسليمةٍ عن اليمين وعن الشّمال: السَّلامُ عليكُم وَرَحمةُ اللهِ | يرفع رأسه من الرّكوع قائلًا: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَه ، ويقول المأموم خلف الإمام: ربَّنا ولكَ الحَمد |
يقرأ دعاء الاستفتاح، وصيغته عند الحنفيّة والحنابلة: سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحمْدِكَ، تبارَكَ اسمُكَ، وتعالى جَدُّكَ، ولا إلهَ غيرُكَ ، وعند الشافعيّة: وجَّهْتُ وَجْهي لِلّذي فطَرَ السّماواتِ والأرضَ حَنيفًا مُسلِمًا، وما أنا من المُشركينَ، إنَّ صَلاتي ونُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لله رَبِّ العالمينَ، لا شَريكَ له، وبِذلكَ أُمِرْتُ، وأنا مِنَ المُسلِمينَ.
6وأمّا صلاة العشاء، يبدأ وقتها بغياب الشّفق الأحمر إلى نصف الليل، وتجدر الإشارة إلى أنّ الوقت ما بين نصف الليل وطلوع الفجر لا يعدّ من وقت العشاء، لذا فإنّ الأولى ألّا يتعمّد أحد تأخيرها إلى ما بعد منتصف الليل إلا لضرورة، وفيما يلي شرح كيفيّة صلاة العشاء | » وذكر الحديث، وفيه: «أمَا إنَّه ليس في النومِ تفريطٌ، إنَّما التفريطُ على مَن لم يُصلِّ الصَّلاةَ حتى يَجيءَ وقتُ الصَّلاةِ الأخرى |
---|---|
يجلس بعد الرّكعة الثّانية ليقرأ التشهّد الأوسط، ويقول فيه: التَّحِيّاتُ للهِ، والصَّلَواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ، ورحمةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَينا وعلى عِبادِ الله الصّالِحين، أشْهدُ أن لا إله إلا الله، وأشْهدُ أنّ مُحمّدًا عبدُهُ ورَسولُهُ | حكم تأخير عامّة الصلوات المفروضة يُطلق تأخير الصلاة على معنيين؛ الأول منها تأخير حتى يخرج وقتها، ممّا يعني انقضاء وقت الصلاة، وهذا الفعل من كبائر الذنوب إلّا إن كان بعذرٍ شرعيٍّ، والمعنى الثاني هو تأخير الصلاة إلى آخر وقتها، وهذا فعلٌ جائزٌ، إلّا أنّه لو ترتب على تأخير الصلاة فوات الجماعة على المسلم كان ذلك حراماً لأجل ترك صلاة الجماعة إلّا إن كان لدى المسلم عذٌر في ترك الجماعة، والأفضل في سائر الأحوال أن يُؤدي المسلم الصلاة في أول وقتها، باستثناء صلاة العشاء وصلاة الظهر عندما يكون الحرّ شديدٌ، فالأفضل أداؤهما قريباً من آخر وقتهما |
ثم قال: ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ ، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يُصليها في البيت، لحديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي كان: يُصَلِّي بالنَّاسِ العِشَاءَ، وَيَدْخُلُ بَيْتي فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.
11