حال أهل الأعراف بعد أن يقضي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة بين العباد فيدخل أهل الجنّة الجنّة، ويدخل أهل النّار النّار، يضربُ الله سبحانه بينهم بسورٍ باطنه فيه الرّحمة، حيث يوجد المؤمنون أهل الجنّة، وظاهره من قبله العذاب حيث يوجد أهل النّار يعذّبون فيها، وعلى هذا السّور الذي يسمّى بالأعراف يوجد صنفٌ من النّاس ينتظرون حكمَ الله سبحانه فيهم، فإذا صرفت أبصار هؤلاء الصّنف اتجاه أهل الجنّة ورؤوا نعيمهم فيها وحبورهم وسعادتهم قالوا لأهلها سلامٌ عليكم، وتشوقّت نفوسهم لدخولها وطمِعوا في ذلك، وإذا صرفت أبصارهم إلى أهل النّار ورأوْا حال أهلها وما يصيبهم من العذاب والنّكال فيها دعوا الله قائلين ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظّالمين، ولا شكّ أنّ هذا الموقف فيه ابتلاءٌ كبيرٌ ومحنةٌ شديدة أراد الله سبحانه لهؤلاء الصّنف أن يمرّوا بها لحكمةٍ منه وتقدير | لماذا سميت سورة الاعراف بهذا الاسم, تتفاوت سور القران الكريم من حيث معانيها والمقاصد التي نزلت من من أجلها, ومن إحدى سور القران الكريم سورة الاعراف, حيث تعتبر سورة الاعراف من من أطول سور القران الكريم ويبلغ عدد آياتها 206 آية, وهي سورة مكية ركزت على جوانب العقيدة والصراع بين الحق والباطل |
---|---|
روى ابن جرير عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب الاعراف فقال: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فقعدت بهم سيئاتهم عن دخول الجنة وتخلفت بهم حسناتهم عن دخول النار فوقفوا هنالك على السور حتى يقضي الله | قصة نوح مع قومه فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ ، قصة هود فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ ، قصة صالح آية 73 — 79 ، قصة لوط فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ، قصة شعيب قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ |
وتأتي ختام السورة لتركز على البعد عن الغفلة وحسم وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ والسجدة في الآية الأخيرة كأنما جاءت لتزيد في النفس الاستعداد للحسم فربما بهذه السجدة يصحى الغافل من غفلته ويحسم السلبي موقفه إذا عرف بين يدي من يسجد فيعود إلى الحق إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ | وأصحاب الأعراف كانوا يعرفون الحق والباطل لكنهم لم يحسموا أمرهم فحبسوا بين الجنة والنار حتى يقضي الله فيهم وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ |
---|---|
تابع أيضًا: فضل سورة عارف بعد شرح سبب تسمية سورة الأعراف بهذا الاسم ، لا بد من بيان فضيلة الله تعالى في هذا الباب ، لأن السورة لها فضيلة عامة مثل غيرها ، والنقطة التالية هي فضيلة سورة سورة | فيجوز قراءة آيات سورة الجمعة في أي صلاة من الصلوات الخمس في يوم الجمعة، ولكن يجب على المسلم أن حكم قراءة تلك السورة مثل حكم قراءة أي سورة أخرى من القرآن، وأنه لم يرد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ تلك السورة في فجر يوم الجمعة |