ثم اقتراعهم على الصف الأول فيه دلالة قوية - أيضاً- على عظم هذا الأجر 3- المشي إلى الصلاة بخشوع وسكينة: يستحب للماشي إلى الصلاة، أن يكون مشيه إليها في خشوع وسكون وطمأنينة، لأن من قَدِمَ إلى الصلاة وهو مطمئن في مشيه؛ كان ذلك أدعى لخشوعه في صلاته وإقباله عليها، وعكسه من جاء إليها مسرعاً مستعجلاً فإنه يدخل في صلاته وهو مشتت الفكر والذهن | فكانوا خير الأمم التي عرفتها البشرية فهو بيت المؤمن |
---|---|
فإن كان التشبيك بين الأصابع على وجه العبث منهيٌ عنه قبل الصلاة وفي الطريق إليها، وكان هذا العمل اليسير يُشْغِلُ القلبَ، ويُفَرِّقُ شمْلَه، ويصْرفُه عما هو بصدده من مناجاة الرحمن سبحانه، ويُشْعِر بقِلة المبالاة والاستخفاف بشأن الصلاة، فكيف بغيره من المُلْهيات التي يرتكبها كثير من رُوَّاد المساجد اليوم، مِنَ العَبَثِ بالجوَّالات وغير ذلك مما يندى له جبين المسلم الغيور على شأن صلاته؟! وقد استمدّ مكانته من إضافته إلى الله سبحانه وتعالى؛ فيه يُستبان الولاء لله ويُعرف المؤمن | والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد |
ما أحبّ أنّ بيتي مطنب 2 ببيت محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، قال: فحملت به حملاً —أي حملت ما حدّث به- حتّى أتيت نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته، قال: فدعاه، فقال له مثل ذلك، وذكر له أنّه يرجو في أثره الأجر، فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ لك ما احتسبت" 3.
ولكن ينبغي الأمن من كشف العورة لأن وضع الرجل إحداهما على الأخرى مظنة كشف العورة، ومن أمكنة التحرز فلا يمنع منه | لكن لو قال: "مكانكم" وذهب وتوضأ ورجع، لا يحق لأحد أن يلومه إذا لم يضر بهم، فلا يلومه أحد، هكذا وردت السنة |
---|---|
ومن عادة الشرع أن جعل اليد والرجل اليمنى لمباشرة الأشياء الفاضلة الكريمة، وجعل الشمال لمباشرة الأشياء الوضيعة | وسيرافقك إلى أن تصلا إلى المسجد |
فضل صلاة الجماعة بعد ذكر آداب المساجد في الإسلام، ينبغي تسليط الضوء على أهمّ ما يُقام في هذه المساجد، ألّا وهي الصلاة، والتي تعدّ من أولى العبادات الّتي يُحاسَب عليها الإنسان يوم القيامة؛ فهي من ، ومن أدلّة ذلك ما ورد في الحديث النّبويّ: " أوَّلُ ما يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ، فإِنْ صلَحَتْ صلَح له سائرُ عملِهِ، وإِنْ فسَدَتْ، فَسَدَ سائرُ عملِهِ"، فإنّ للصلاة أجرٌ كبيرٌ يناله المرء بأدائها، ولصلاة الجماعة أجرٌ مضاعف، وأدلة ذلك كثيرةٌ في القرآن ، ومن ذلك ما ورد في الحديث النبويّ: " صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً"، لذلك كان لصلاة الجماعة فضلٌ كبير، ولا سيما صلاتي الفجر والعشاء.