فكيف بك لو خالفت، أو تعززت؟ حتى تحصل العزة فعليك بأسبابها: - الذل للمؤمنين والتواضع والعفو، يقول صلى الله عليه وسلم: « ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله» ، يزداد قدره تعززًا وقوة: « وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله»، فمن عفا عن شيء مع قدرته على الانتقام عُظم في في الدنيا أو في الآخرة | ومعنى العزيز في اللغة: القوي المنيع من العزة والمنعة التي هي ضد الذل والهوان، ومعنى الحكيم: العالم المدبر للأمور المتقن لها، ومعنى الجبار: القوي الذي جبر الخلائق على ما أراد، أو جبر حالهم، بمعنى أصلحهم |
---|---|
وهذا المعنى هو أكثر معاني العزة استعمالا | ولا شك أن في هذا إشارات، فورود الاسم وتكراره بهذا الشكل لابد أن يكون له حكمة |
كل شيء وبغضه ، وهو منيع من لا ، هو الذي أذل من الله ، وهو الذي يلقي عليه اللوم في أوقاته الصعبة ، وقد افتخر برسوله وللمؤمنين.
16ثم يأتي فتح الله عليه ويُمكن له ببلاد مصر والحكم بها | معرفة اسم " العزيز " تجعل الإنسان عزيزاً غنياً وقوياً : القوي ، الذي إذا كنت معه كنت الغالب ، الذي إذا كنت معه كنت المنتصر ، الذي إذا كنت معه كنت عزيزاً |
---|---|
وقال الشيخ السعدي رحمه الله: " العزيز : الذي له العزة كلها ؛ عزة القوة، وعزة الغلبة وعزة الامتناع | الله العزيز هو الذي يعز غلبته وقهره فهو لا يغلب بيده الأمر كله، سبحانه عز وجل خضع لعزته المخلوقات جميعا ومن أراد العزة فليتمسك بطاعة الله سبحانه أعز المؤمنين والمسلمين |
مثال ذلك "العزيز الحكيم" فإن الله يجمع بينهما في القرآن كثيراً، فيكون كل منهما دالاً على الكمال الخاص الذي يقتضيه، وهو العزة في العزيز والحكمة في الحكيم والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزته لا تقتضي ظلماً وجوراً وسوء فعل كما يكون من أعزاء المخلوقين، فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم فيظلم ويجور ويسيء التصرف، وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمته فإنهما يعتريهما الذل.
10وقال ابن الأثير رحمه الله : " فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى: الْعَزِيزُ وهُوَ: الغالِبُ القَويُّ الَّذِي لَا يُغْلَب | مهما دعوت الله ، الله عز وجل لا يستجيب دعاء المعتدي |
---|---|
فمعاني العزة الثلاث كلها كاملة لله العظيم: عزة القوة، الدال عليها من أسمائه القوي المتين ، وهي وصفه العظيم الذي لا تنسب إليه قوة المخلوقات ، وإن عظمت | ولهذا كثيراً ما يقرن تعالى بين هذين الاسمين ـ العزيز الحكيم ـ في آيات التشريع والتكوين والجزاء، ليدل عباده على أن مصدر ذلك كله عن حكمة بالغة، ، ففهم الموفقون عن الله عز وجل مراده وحكمته، وانتهوا إلى ما وقفوا عليه ووصلت إليه أفهامهم وعلومهم، وردوا علم ما غاب عنهم إلى أحكم الحاكمين ومن هو بكل شيء عليم |
لكن كاستثناء دقيق يمكن أن تصل إليه عبادة ، يمكن أن تعرفه معرفة محدودة يمكن أن تعبده ، يمكن أن تطيعه ، يمكن أن تتصل به أما أن تحيط به مستحيل ، لا يعرف الله إلا الله ، حتى سيد الأنبياء والمرسلين معرفته ليست مطلقة ، لا يعرف الله إلا الله ، فإذا قلنا الله " العزيز " واحد أحد ، فرد صمد ، وإذا قلنا الله " العزيز " يحتاجه كل شيء في كل شيء ، وإذا قلنا الله " العزيز " يستحيل أن تحيط به.
22