وليحفظ لهذه الأرض حريتها حتى تنبت فيها الجديدة حرة طليقة، لايهيمن عليها سلطان، ولا يطغى فيها طاغية، ولا يهيمن على الأديان وعلى العباد ويقود البشرية ولا يقاد | إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى لقد كتب الله على نفسه — فضلاً منه بعباده ورحمة — أن يبين الهدى لفطرة الناس ووعيهم |
---|---|
المصدر : في ظلال القرآن — سيد قطب | ويكشف عن نهاية المطاف لمن يسره لليسرى ، ومن يسره للعسرى |
فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ أي فجعل هؤلاء القوم كعصف وقع فيه الآكال وهو ، أو أكلت الدواب بعضه، وتناثر بعضه الآخر من بين أسنانها.
23وقول : فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ العصف ورق الزرع والعصف المأكول ورق الزرع الذي أكل حبه أو قشر الحب الذي أكل لبه والمراد أنهم عادوا بعد وقوع عليهم أجسادا بلا أرواح أو أن الحجر بحرارته أحرق أجوافهم، وقيل: المراد ورق الزرع الذي وقع فيها الأكال وهو أن يأكله الدود فيفسده وفسرت الآية ببعض وجوه أخر لا يناسب الأدب القرآني | وأن يبين لهم كذلك بالرسل والرسالات والآيات ، فلا تكون هناك حجة لأحد ، ولايكون هناك ظلم لأحد |
---|---|
مع صفة كل منهما الصفة المصورة للمشهد وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى | فهذا الطاغية الذي أراد أن يهدم ، أرسل عليه ما يوصل إليه مادة أو ، فأهلكته وأهلكت قومه قبل أن يدخل ، وهي نعمة من غمر بها أهل على ، حفظا حتى يرسل إليه من يحميه بقوة دينه، وإن كانت نقمة من حلت بأعدائه أصحاب الفيل الذين أرادوا الاعتداء على بدون جرم اجترمه، ولا ذنب اقترفه |
{ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ } الذي أطغاه واستغنى به، وبخل به إذا هلك ومات، فإنه لا يصحبه إلا عمله الصالح.
21