من بين الاضطرابات الأولى التي واجهها عثمان في خلافته حادثة مقتل وابنة على يد ، قصاصًا لأبيه، إلا أنَّه قام بذلك دون أمرٍ من الخليفة، وطالب البعض بقتل ابن عمر قصاصًا لأنه تجاوز القانون، بينما صعب على البعض ذلك، وسوَّى عثمان الأمر بأن دفع الدِّيَة لابن الهرمزان من ماله الخاص وانتهت المشكلة هكذا | كان الثائرون لايزالون يُسيطرون على المدينة، ويملكون ناصية القرار السياسي والعسكري، إلَّا أنهم لم يُمارسوا السلطة فعليًّا، وافتقروا إلى الرؤية الواضحة للخروج من المأزق الذي خلقته حركتهم، هذا في الوقت الذي أخذ فيه مُعظم الصحابة يتوارون عن الأنظار في عاصمة الخِلافة، مُفضِّلين الابتعاد عن التطوّرات التي أفلتت من أيديهم، وكان الفراغ في السُلطة يُنذر بأسوأ النتائج، واشتدَّت الحاجة إلى مُنقذ يتمتَّع بتأييد الأغلبيَّة في التوجهات السياسيَّة وبخاصَّة المُمثلة لجماعة الثائرين |
---|---|
الرابعة: الرادع الداخلي أي الأخلاق إضافةً إلى تقيُّده بالشريعة والمشورة فإن الخليفة رقيب على نفسه أيضا؛ لأنه المرشد الديني وإمام الصلاة، ومن هذا المنطلق فإن إحساسه العقلي وشعوره الداخلي والرقابة الذاتية توجِّهه وتهديه إلى الصراط المستقيم، وهذا ما يفقده الزعيم السياسي سواء أكان منتخبا أم غير ذلك | ولكن قبل أن يحوِّل نظره شطر الأنحاء التي أعلن أهلها ارتدادهم عن الإسلام، قرر أبو بكر تلبية رغبة النبيّ مُحمَّد قبل وفاته، وهي إرسال إلى مشارف للإغارة على القبائل الشاميَّة على الطريق التجاري بين ، ولمُحاربة الروم |
كان الخيار المطروح بعد مقتل عُثمان هو إمَّا العودة إلى نظام عُمر بن الخطَّاب الذي اعتمد أساسًا على المصالح القبليَّة وقيمها، وإمَّا الاستمرار على نهج عُثمان من واقع النظام الجديد الذي يعتمد على أولويَّة المصالح القُرشيَّة، وقد توزَّعت مواقف الصحابة بخاصَّة والمُسلمين بعامَّة بين هذين الخيارين، وقد تبنّى عليٌّ مطالب الثائرين في حين جسَّد الاستمراريَّة الحيَّة المُباشرة لنهج عُثمان.
كان العمل الآخر الأبرز الذي قام به أبو بكر قبل توجيه الجيوش نحو الشام والعراق هو ؛ فقد أدَّت حروب الردَّة إلى مقتل عدد كبير من الصحابة من قرَّاء القرآن وحفَّاظه، فأشار عُمر بن الخطَّاب على أبي بكر أن يجمع الآيات المكتوبة على وعلى وعلى وعلى الحجر الأبيض وعلى ، وتلك المحفوظة في صدور الصحابة، في واحد خوفًا من موت صحابة آخرين فتضيع بعض الآيات | ومن كبرى المعارك التي خاضتها الجيوش التي حشدها عمر عام 15هـ، عاصمة الدولة الساسانية عام 16هـ، وأخيرًا المعروفة باسم فتح الفتوح عام 21هـ، وكان النصر فيها جميعًا من نصيب المسلمين، وبعد نهاوند لم تقم للفرس قائمة، فتوالت فتوحات حتى وقعت بالكامل في أيدي المسلمين |
---|---|
تاريخ الخُلفاء الراشدين: الفُتوحات والإنجازات السياسيَّة الطبعة 1 | الخامسة: المساواة والخليفة في الإسلام يساوي أي شخص من الرعية في الحقوق الإنسانية، فيمكنه أخذ حقوقه عن طريق المحكمة، كما يمكن أن تؤخذ منه الحقوق عن طريق المحكمة أيضا |
أيضًا بعث إلى الحمقتين من مشارف الشام، إلى مهرة، على أن يلحق أولًا بحُذيفة بن محصن بعُمان الذي أمره بدوره أن يلحق بحُذيفة إن فرغ قبله، وطريفة بن حاجز إلى ومن معهم من ، وسويد بن مقرن إلى اليمن، إلى لمُحاربة من ارتدَّ بها من.
28