لأنَّه نبيٌ يُوحى إليه، فالله الذي أمره بقتل الولد، وأنت من الذي أمرك بترك الصَّلاة؟ فالله أمرك أن تُصلِّي لا أن تترك الصَّلاة | الإعراض عن دين الله، لا يتعلمـه ولا يعمـل به |
---|---|
وقال العلامة الشوكاني -رحمه الله-: فاعلم أن الرّزيّة كل الرّزيّة والبلية كل البلية ما صار يعتقده كثير من العوام، وبعض الخواص في أهل القبور، وفي المعروفين بالصلاح من الأحياء، من أنهم يقدرون على ما لا يقدر عليه إلا الله جل جلاله، ويفعلون مالا يفعله إلا الله-عز وجل- حتى نطقت ألسنتهم بما انطوت عليه قلوبهم، فصاروا يدعونهم تارة مع الله، وتارة استقلالاً، ويصرخون بأسمائهم ويعظمونهم تعظيم من يملك الضر والنفع إلى أن قال -رحمه الله- وهذا إذا لم يكن شركاً فلا تدري ما هو الشرك، وإذا لم يكن كفراً فليس في الدنيا كفر 21 | وعن مجاهد قال: أتي عمر برجل سب النبي صلى الله عليه و سلم فقتله ثم قال عمر: من سب الله أو سب أحد من الأنبياء فاقتلوه 13 |
وقال صلى الله عليه وسلم: «من مات يجعل لله ندا أدخل النار» 18.
18وغيرها من الأحاديث التي تهدر دم من سب النبي صلى الله عليه وسلم | تعريف الناقض: فالنقض في اللغة كما جاء لسان العرب: هو إفساد ما أبرمت من عقد أو بناء, وفي الصحاح: نقض البناء والحبل والعهد فالنقض ضد الإبرام، يقال نقَضَه يَنْقُضُه نَقْضاً وانْتَقَضَ وتَناقَضَ |
---|---|
وأدلة هذا الناقض من الكتاب والسنة أكثر من أن تحصر ، وإجماع العلماء عليه إجماع ضروري | قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومن هؤلاء من يستحل بعض الفواحش كاستحلال مؤاخاة النساء الأجانب، والخلوة بهن، زعماً منه أنه يحصل لهن البركة مما يفعله معهن، وإن كان محرماً في الشريعة، وكذلك يستحل المردان والتَّمتع بالنَّظر إليهم ومباشرتهم" ويقولون: "يرتقي بمحبة المخلوق إلى محبة الخالق، ويأمرون بمقدمات الفاحشة الكبرى وقد يستحلون الفاحشة الكبرى |
إذاً أربعة أشياء يتكوَّن منها حقيقة الإيمان: قول القلب: وهو المعرفة والتَّصديق، وقول اللسان: وهو النُّطق بالشَّهادتين، وعمل القلب: وهو القبول والتَّسليم والاستسلام والانقياد، وعمل الجوارح: وهو التَّطبيق العملي للعبادات وما شابه ذلك | قال ابن حزم -رحمه الله-: "هذا خبر صحيح، وفيه من آذى النبي صلى الله عليه وسلم وجب قتله، وإن كان لو فعل ذلك برجل من المسلمين لم يجب بذلك قتله" 32 |
---|---|
وكذلك لأنَّ الشَّفتين تجمع الحروف واللسان يظهر الكلام، وفي سقوط أحدهما بطلان الكلام، وكذلك سقوط العمل بطلان الإيمان احفظوا هذا المثل: العمل مع الإيمان مثل الشفتين مع اللسان | ويأتي بمعنى عدم الامتناع والتَّولي عن الطَّاعة، وهذا يكون بعد الاستماع والقبول لكن يقول لا أطيع، ولا أفعل، ولذلك يأتي الإعراض أيضاً بمعنى ترك العلم بالكلية، وكذلك يأتي بمعنى الصُّدود، وأيضاً ترك التَّحاكم إلى الله |
وإذا قال أُقرُّ لكن لا أعمل شيئاً، أيكون مؤمناً؟ فإن قالوا: نعم، قيل لهم فما الفرق وقد زعمتم أنَّ الله أراد الأمرين جميعاً؟ ومثل الأعمال في الإيمان كمثل القلب في الجسم، لا ينفك أحدهما عن الآخر، لا يكون ذو جسمٍ حياً لا قلب له، ولا ذو قلبٍ بغير جسم، فهما شيئان منفردان، وهما في الحكم والمعنى منفصلان، فلا إيمان إلا بعمل ولا عمل إلا بعقل، ومثل ذلك مثل العلم الظَّاهر والباطن، أحدهما مرتبط بصاحبه من أعمال القلوب وأعمال الجوارح، فمثل العلم من الإيمان كمثل الشفتين من اللسان، لا يصح الكلام إلا بهما، تخيل لو أنَّ رجلاً عنده لسانٌ وليس عنده شفتين، لا يستطيع الكلام، لأنَّه بدون شفتين! وأقوال أهل العلم في ذلك أكثر من أن تحصر، فسب الرسول صلى الله عليه وسلم من أعظم نواقض الإيمان القولية دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة والقياس، فسب النبي صلى الله عليه وسلم يتعلق به عدة حقوق ففيه حق لله، وحق للرسول نفسه، وحق للمؤمنين.