من كل هذا يظهر أن الدخان حرام، ومن ابتلي به فعليه أن يقلع عنه ويتوب، ويعترف بخطئه لعله أن يرزق التوبة، لا أن يدافع عن خطئه ويفتي بإباحة ما قام الدليل على تحريمه، وقد كان أحد إخواننا مبتلى به، وإذا سئل عنه قال: هو حرام، فرزقه الله التوبة عنه | |
---|---|
وبقي الإفتاء على هذا الحال حتى تم تعيين الشيخ حمزة العربي مفتيًا للمملكة سنة 1941م بإرادة سامية | أما مضار الدخان الاجتماعية؛ فإن تفشي الأمور الضارة في المجتمع توجب فساد المجتمع، وإن كثيرا ممن يشربونه الآن لا يبالون بانتشاره بين الناس، بل ربما يفرح بعضهم بانتشاره، وكثرة استعماله وتعاطيه، ليتسلى بغيره، وتهون مصيبته، ولذلك كانوا يشربون أمام الناس وأمام أولادهم الصغار، وهذا لا شك يهون شربه عند الصغار ويؤدي إلى نتيجة حتمية، وهي أن الصغير إذا اعتاده من صغر فتك به فتكا أعظم ثم لا يستطيع الخلاص منه عند كبره، وكم حصل من أعقاب السجائر وهي بقية السجائر التي يلقونها في الأرض كم حصل بها من أضرار وأمراض معدية لمن يأخذونها ويشربونها |
أما نصيحتي لمن ابتلوا به: فأن يتأملوا بإمعان ودقة في مضاره ونتائجه، ليقتنعوا بضرورة الامتناع منه، ويهون عليهم تركه واجتنابه، وأن يلحوا على ربهم بالدعاء أن يعصمهم منه ويستعينوه على ذلك، ويستعملوا الأسباب التي تعينهم على تركه، وذلك بقوة العزم، وعدم الجلوس في محل يشرب فيه، والتسلي عنه بما أباح الله لهم من الطعام والشراب، فقد فتح الله لهم من الطيبات كل باب، ولم يضيق عليهم في ذلك -ولله الحمد-، ولينظروا في حال من عافاه الله منه كيف استصحوا، وقويت أبدانهم، وزالت عنهم الأضرار الناتجة عن شربه -ولله الحمد-.
22الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين | |
---|---|
وأما الأسئلة الشرعية فيسرنا استقبالها في قسم " أرسل سؤالك "، ولذلك نرجو المعذرة من الإخوة الزوار إذا لم يُجَب على أي سؤال شرعي يدخل من نافذة " التعليقات " وذلك لغرض تنظيم العمل | أما ما انتفع به بعض الناس من الاتجار به والتكسب، حتى صاروا بعد الترب متربين، وبعد الإعواز واجدين، وبعد الفقر مغتنين، فلبئس ما كسبوا حراما، واكتسبوا آثاما، وإنهم لأغنياء المال، فقراء القلوب، واجدون في الدنيا عادمون لما كسبوه من الحرام في الآخرة، فإنهم إن تصدقوا به لم يقبل منهم وإن أنفقوه لم يبارك لهم فيه، وإن أخلفوه كان زادا لهم إلى النار لا يدرون متى يأتيهم الموت، فيفارقون أموالهم أشد ما يكونون بها تعلقا، وأعظم ما يكونون بها طمعا، وبعد ذلك يتلقاها الوارث، له غنمها، وعلى مخلفها غرمها، وإن الفقر لخير من مال يكسبه الإنسان بمعصية الله |
.
فعلى العباد أن يشكروا نعمته في الحالتين، فيتناولوا ما أباحه لهم فرحين مغتبطين، ويتجنبوا ما حرمه عليهم سامعين مطيعين | فالواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة الحذر من كل ما حرم الله، والحذر من كل ما يضر دين العبد وبدنه ودنياه |
---|---|
فالتدخين ليس فيه أي نفع للإنسان، وضرره كبير جداً، فهو سبب رئيس لسرطان الرئة ولغيره من السرطانات، وسبب رئيس لتسوس الأسنان، وهو كريه الرائحة، وفيه النيكوتين المضر جداً بمن لا يستعمله!! فضرره يتعدى صاحبه ويصل إلى غيره، وكذلك فيه أضرار أخرى كبيرة جداً منها ضعف الأداء في القراءة لأن حبال الصوت تتأثر به فتحصل لدى الإنسان بحَّة فيصعب عليه قراءة القرآن بأدائه على الوجه الصحيح، وكذلك صاحبه في كثير من الأحيان ملازم للرائحة الكريهة، وهذا يقتضى منه أن لا يزور المسجد وهذا حجبٌ عن الله سبحانه وتعالى فالإنسان الذي لا يزور المسجد محجوب، والإنسان الذي يزوره بالرائحة الكريهة أيضاً قد فعل ما لا يحل له، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقرب مسجدنا يؤذينا بريح الثوم"، فالرائحة الكريهة لا يمكن أن يدخلها الإنسان في المسجد كذلك، فإن من آثار استعمال الدخان أنه أيضاً عادة سيئة تستشري، فالإنسان الذي يستعمله سيتعود أولاده على استعماله فيكون بذلك أستاذاً يُعلِّم الخبائث علم أولاده الخبائث كما قال غيلان: ألفى أباه بذاك الكسب يكتسب فلذلك علينا أن نبتعد عن الدخان مطلقاً استعمالاً وشراء وتوريداً وغير ذلك، فلا نفع فيه | وأما ضرره في المال؛ فاسأل من يشربه ماذا ينفقه كل يوم في شربه، ولو كان ينفق هذا المال فيما يعود عليه، وعلى أهله بالنفع من الطعام الطيب والشراب الحلال واللباس المباح، لكان ذلك خيرا له في دينه ودنياه، ولكنه ينفق الكثير في هذا الدخان الذي لا يعود عليه إلا بالضرر العاجل والآجل |
مجلس الإفتاء تعريف بمجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية نص قانون الإفتاء رقم 60 لسنة 2006م، وقانون رقم 4 لسنة 2009م معدل لقانون الإفتاء على أنه ينشأ في المملكة مجلس يسمى مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية ، ويرأس هذا المجلس سماحة المفتي العام، الذي هو في الوقت الحالي الشيخ عبد الكريم خصاونة، وعضوية كل من:.
17