هل سبق و أن لاحظت عندما تكون مستنزفاً عقلياً وعاطفياً فإنه لا شيء يعينك على الخروج من هذه الحالة حتى الطعام …؟؟!! أنت فقط من تتوقف وتتأخر حركتك حين تنتهي علاقتك بالشيء، فلا تضيع الوقت وتزيده تعقيداً ، تعلّم فقط كيف ترحل، هي قاعدة حياتية لا تندرج ضمن قواعد العلاقات ، فهي لك أنت فقط؛ لن يأخذها سواك فهي ليست لها علاقة بأحد ، هي لك فلا تفقدها، هي أداة تمتلكها لتقرر بها حياتك أ نت ،فمشكلاتك أنت لن تترك أثراً في تاريخ الكون، ارحل الآن، وانظر لتلك المشكلة بعد سنوات، فإنك لن تتذكرها، تذكر دائمًا بوضع المسافات والزمن الكافي بينك وبين المشكلات لتمنح لنفسك الفرصة للتمعن فيها وتحليلها بعمق ، لترى الحل دائمًا أن تعرف متى ترحل بعيداً بنفسك قبل أن يأتي الوقت الذي يفرض عليك الرحيل!!! هل توافقني الرأي ؟ كثيرًا ما تكون خطواتنا تبدو مضطر بة لفترة ، يشوبها الخلل الواضح، و ذلك الأثر لن يبقى طويلاً، فمهما طال الألم سيختفي تدريجياً ، حتى يكون سيرك بتلك القدم المكسورة طبيعيًا ومعتاد ًا ، ففي النهاية أنت تمضي ولن تتوقف، و في نهاية المطاف أنت موجود على قيد الحياة | هذا الرحيل مطلوب عندما تبدأ وظيفتك الحالية بأن تكون مصدر تعاسة يؤثر سلبًا على بقية مكونات حياتك الأخرى، عندما تعود إلى بيتك وأنت مثقل بالعديد من الضغوط النفسية التي تعكر عليك ما تبقى من يومك؛ هنا يجب أن ترحل |
---|---|
وأخيراً وليس آخرًا في كل مرة ترحل لا تعد نفس الشخص الذي كنت عليه قبل الرحيل وإلا نار رحيلك التي أضرمتها لن تسمن ولن تغني من جوع إنسانيتك شيء، وفي كل مرة ترحل عُد لمبادئك ونفسك واعمل لها صيانة تصونها من أولها لآخر قطرة فيها وعُد للحياة مجددًا بشخصية جميلة متجددة ولكنها بنفس المبادئ والقيم الحياتية العالية | نتخذ في الكثير من الأحيان كمًّا من القرارات المصيرية التي تشكل حياتنا، نتسم بالجرأة في الكثير من الظروف والمواقف ولكن متى ما يتعلق الأمر بالوظيفة فإن جرأتنا تتراجع بشكل ملحوظ، خصوصًا إذا كانت هذه الوظيفة حكومية |
نحن نعي أن الرحيل والتغيير قد يكون صعبًا ومع ذلك فأنا متأكد من أنه يمكّن الشخص من إعادة اكتشاف ذاته ويعيد له كذلك إعادة التوازن الحياتي الذي نحتاجه كثيرًا.
أما مهارة: تعلم متى ترحل، فهي شيء مختلف تمامًا عن كل الحلول الدنيوية المتوفرة؛ فالرحيل هو عبارة عن ترك ما لا يضيف في حياتك قيمة، ولا تستطيع حمله أكثر من ذلك، والرحيل هنا مختلف تمامًا عن الهروب؛ لأننا عندما نهرب من مشكلة فهي تلاحقنا وقد تزيد حجمًا وسوءً؛ لأنها لم تجد حلًا ولا نهاية فُيزاد الطين بللًا | حقًا مؤلم ٌ ما يُخلفه فقد ان ُ شخص ٍ ما، جرح ٌ لا يلتئم ولا يشفى، ولكن حاول أن تنظر وتتأمل وتتعلم ، فالأمر أشبه بإصابتك بكسر في إحدى قدميك ، كلما خطوت خطوة آلمتك، فهل ستتوقف عن السير وقتها، أم ستكمل طريقك نحو الحياة |
---|---|
كلا؛ لا أعني بذلك "الوقت خير مداوٍ" ولكن وضع مسافة ووقت بينك وبين المشاكل سوف يمنحك نظرة أكثر اتساعاً وأكثر عمقاً | تراجع الجرأة هنا قد يكون مبررًا لأن الناس تبحث عن الأمان الوظيفي المضمون في الوظيفة الحكومية بعكس القطاع الخاص أو العمل الحر |
تعلم متى ترحل عن وظيفتك الحكومية قد لا يعني الرحيل عن كامل المنظمة فقد يكون الانتقال من إدارة إلى إدارة أو من منظمة حكومية إلى أخرى.
6