في فجر الاثنين يوم ترفع فيه الأعمال إلى الله، اصطفى الله عبده أحمد ياسين لجواره صائمًا، فقد خرج لصلاة الفجر جماعة في مسجد المجمع الإسلامي الذي تولى أمانته، القريب من منزله، وعند عودته من الصلاة كانت تنتظره الأباتشي، لتتسابق لجسده المنهك المشلول الصواريخ الثلاث ليقع شهيدًا جميلًا -بإذن الله تعالى- وليصبح رمزًا من رموز الجهاد في فلسطين والعالم الإسلامي، كما كان رمزًا للانتفاضة وزعيمها | |
---|---|
شيخ انتفاضة الأقصى المباركة: خلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت نهاية سبتمبر 2000م، شاركت حركة حماس بزعامة أمير الشهداء الشيخ ياسين في مسيرة المقاومة الفلسطينية بفاعلية بعد أن أعادت تنظيم صفوفها، وبناء جهازها العسكري، حيث تتهم سلطات الاحتلال الصهيوني حماس تحت زعامة ياسين بقيادة المقاومة الفلسطينية، وظلت قوات الاحتلال الصهيوني تحرض دول العالم علي اعتبارها حركة إرهابية وتجميد أموالها، وهو ما استجابت له أوربا مؤخرًا حينما خضع الاتحاد الأوربي السبت 6 سبتمبر 2003م للضغوط الأمريكية والصهيونية وضمت الحركة بجناحها السياسي إلى قائمة المنظمات الإرهابية |
لقد قتلوا الأنبياء من قبل ولكنهم فشلوا في إطفاء النور الذي جاءوا به، فلن يَجْنِ هؤلاء القتلة من محاولة إطفاء النور المنبعث من هذا الجسد النحيل جسد الشيخ المجاهد أحمد ياسين، بل إن هذا الحدث الكبير سينقل الصراع إلى مرحلة أكثر تقدمًا" | |
---|---|
ولكن الله أراد له وللمجاهدين غير ذلك | قبل أيام، كشفت قناة «العربية» الإخبارية عن اعتقال حركة «حماس» لستة عشر عضواً من أعضائها، بينهم من ينتمي لجناحها العسكري عز الدين القسام بتهمة التخابر مع إسرائيل |
أراد أن يكون استشهاده عبرة لمن يريد أن يعتبر، ليبقى —على الزمان- رمزاً للجهاد والمقاومة، ويبقى غيره رمزاً للتسوية والاستسلام.
إصابة الشيخ أحمد ياسين بالشلل: في السادسة عشرة من عمره تعرض أحمد ياسين لحادثة خطيرة أثّرت في حياته كلها، فقد أصيب بكسرٍ في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه عام 1952م، ولم يخبر الشيخ أحمد ياسين أحدًا ولا حتى أسرته، بأنه أصيب أثناء مصارعة أحد رفاقه عبد الله الخطيب خوفًا من حدوث مشاكل عائلية بين أسرته وأسرة الخطيب، ولم يكشف عن ذلك إلا عام 1989م | وانطلق الشيخ يعمل في هدوء، وسريّة شديدة، ولم يضع لحظة من وقته في غير فائدة، حتى إذا ما انطلقت الانتفاضة الأولى، انتفاضة المساجد، بادر الشيخ إلى الإعلان عن تنظيم جديد أطلق عليه اسم: ، وكانت عيون الجواسيس والعملاء والموساد والشين بيت ترصده، وفي أواخر شهر آب دهمت قوات الاحتلال الصهيوني منزله، وفتّشته بدقة، وهددت الشيخ المقعد بدفعه في كرسيه المتحرك عبر الحدود، ونفيه إلى |
---|---|
تصاعد العمليات الاستشهادية مع بداية انتفاضة الأقصى اشتدت ضربات المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام ضد المستوطنات والأهداف العسكرية الإسرائيلية في الضفة وقطاع غزة، وتزايد عدد العمليات الاستشهادية، خاصةً بعد إعلان الشيخ أحمد ياسين عن "العُهدة العشرية" التي تتضمن تنفيذ حماس 10 عمليات استشهادية كرد سريع على جرائم الاحتلال، فوجد شارون أن قدرات الردع الإسرائيلية عاجزة عن فعل شيء أمام هذه العمليات؛ فاغتال الشيخ أحمد ياسين | الشيخ ياسين تعرض لمحاولتي اغتيال قبل المحاولة الثالثة التي انتهت بمقتله، وفي المرتين السابقتين كان من الصعب رصدهما؛ خصوصاً الأولى التي كانت اجتماعاً سرياً بين الشيخ ياسين وقياديين عسكريين في أحد المباني |
وكذلك كانت صلاته جيدة مع بعض حكام العرب، ولكنه لم يساوم مرة فيما يخصّ موضوع التوصل إلى سلام مع إسرائيل، وكان يكرر دائماً: "إن ما يسمّى بالسلام ليس سلاماً بالمرة، ولا يمكن أن يكون بديلاً عن والمقاومة".
4