لدى الشاعر الأميركي تشارلز سيميك على سبيل المثال بيت يبحث عنه، حلم متكرر عن الشارع الذي ولد فيه، يرى الوقت دائمًا ليلًا، يعبر بنايات أليفة بشكل غامض محاولًا أن يجد بيته، ولكن ولسبب ما لا يعثر عليه، يعيد اقتفاء خطواته، البيوت كلها هناك، إلا البيت الذي يقصده | عندما تصغر يصبح بيتها وتفاصيله أكبر من المعتاد حتى بالنسبة لنا نحن، ويصبح الجلوس على كرسي في بيتها أمرًا بالغ الصعوبة |
---|---|
ولكن، مع كل وصفة، بدأ الشعور بمتعة الطهي يتسلل لي | آمل أن أكون مصدر إلهام للآخرين في الطهي، وربما حتى الاستمتاع به، كما حصل لي |
ثم قابلت زوجي واكتشفت أننا نتشارك نفس الشغف بالطعام.
بل واكتشفت أنني أستمتع بتحضير الأطباق المختلفة، وأن لدي الطاقة والصبر للتحضير والطبخ | كما أن هناك وصفات قدمتها أمي لي |
---|---|
وجدت نفسي وسط مطبخي الصغير، محاطة بأدوات الطبخ والأواني، في البداية شعرت بالرهبة | نعرف مكان السلالم المؤدية للسطح، وأماكن تخزين المؤونة، وكل شيء جديد يمكن أن يصل منازلهم |
في الريف، لا يقتصر البيت على البيت الذي نشأت فيه، كل بيت يغدو بيتك بالضرورة، كل الجارات يصبحن أمهات لك في غياب أمّك أو مرضها.
ففي المطاعم كنا نلتهم عشاءنا بينما نحاول تخمين مكونات الطبق لكي نقوم بتحضيره في البيت | بيتنا منخفض ككل البيوت في «مرتفعات الخضراء» |
---|---|
بدأت بإعداد هذه المدونة لكي أضع كافة وصفاتي المفضلة التي أصبحت عنصراً أساسياً من حياتي اليومية | كما اتفقت وزوجي على التعاون في تحضير الوجبات في الأيام التي لا يشعر أحدنا بمزاج للطبخ، وفي بعض الأيام نقوم بطلب الوجبات الجاهزة كلنا نمر بأيام كهذه! يدخلن المطبخ، يفتشن الأغراض، يطهون الطعام، يتأكدن من حلب الأبقار، وإطعام الماشية، يفعلن الأمر بإخلاص قلّ نظيره |
بالإضافة إلى القليل من الوصفات التي وكأنها بالسحر حدثت في مطبخي لأكتشف طبقاً جديداً وشهياً.
7