تاريخه إمتداد لسيرة نبينا محمد فماذا جرى بعد وفاة النبي؟ وكيف قاد ابو بكر الأمة ؟ | |
---|---|
فقلتُ مثلَهُ : فقال في الثالثةِ - أَوِ الرابعةِ - : إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ! ولما اجتمع أصحاب النبي محمد، وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً، ألحَّ أبو بكر على النبي في الظهور، فقال: « يا أبا بكر إنا قليل»، فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر الرسول، وتفرق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيباً والرسول جالس، فكان أولَ خطيب دعا إلى الإسلام، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوه في نواحي المسجد ضرباً شديداً، ووُطئ أبو بكر وضُرب ضرباً شديداً، ودنا منه فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويحرفهما لوجهه، ونزا على بطن أبي بكر، حتى ما يُعرف وجهُه من أنفه، وجاءت يتعادون، فأجْلَت المشركين عن أبي بكر، وحملت أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، ولا يشُكُّون في موته، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن ، فرجعوا إلى أبي بكر، فجعل والد أبي بكر وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلم آخر النهار فقال: « ما فعل رسول الله ؟»، فمسوا منه بألسنتهم وعذلوه، وقالوا لأمه : «انظري أن تطعميه شيئاً أو تسقيه إياه»، فلما خلت به ألحت عليه، وجعل يقول: « ما فعل رسول الله ؟»، فقالت: «والله ما لي علم بصاحبك»، فقال: «اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه»، فخرجت حتى جاءت أم جميل وكانت تخفي إٍسلامها ، فقالت: «إن أبا بكر يسألك عن »، فقالت: «ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله، وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك؟»، قالت: «نعم»، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعاً دنفاً، فدنت أم جميل، وأعلنت بالصياح وقالت: «والله إن قوماً نالوا منك لأهلُ فسق وكفر، إنني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم»، قال: « فما فعل رسول الله ؟» قالت: «هذه أمك تسمع»، قال: «فلا شيء عليك منها»، قالت: «سالمٌ صالحٌ»، قال: «أين هو؟»، قالت: «في »، قال: « فإن لله علي أن لا أذوق طعاماً ولا أشرب شراباً أو آتي رسول الله »، فأمهلتا حتى إذا هدأت الرِّجل وسكن الناس خرجتا به يتكئ عليهما، حتى أدخلتاه على الرسول محمد، فأكب عليه الرسولُ فقبله، وأكب عليه المسلمون، ورق له الرسولُ محمدٌ رقةً شديدةً، فقال أبو بكر: « بأبي وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برة بولدها وأنت مبارك فادعها إلى الله، وادع الله لها عسى الله أن يستنقذها بك من النار»، فدعا لها النبي محمد ودعاها إلى الله فأسلمت |
فهو يفتخر في جّـدِّه ثم يأتي من يدّعي اتِّباعه ويلعن جدَّ إمامه ؟ قال جعفر الصادق لسالم بن أبي حفصة وقد سأله عن أبي بكر وعمر ، فقال : يا سالم تولَّهُما ، وابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامي هدى ، ثم قال جعفر : يا سالم أيسُبُّ الرجل جده ؟ أبو بكر جدي ، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما.
28وقد روي عن النبي محمد أنه قال: «ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر، إلا أبا بكر ما عكم عنه حين ذكرته، ولا تردد فيه» | وقال ابن عيينة ، عن الوليد بن كثير ، عن حسن بن حسين ، عن فاطمة بنت الحسين ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض وله بردان في الحف يعملان |
---|---|
وتعد هذه المعركة خاتمة المعارك التي خاضها خالد بن الوليد في العراق، وانكسرت شوكة الفرس بعد هذه المعركة، ولم تقم لهم قوة حربية يخشاها الإسلام بعد هذه الموقعة | في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحد وأبوبكر وعمر وعثمان، فرجف بهم فقال صلى الله عليه وسلم: اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ، وقال صلى الله عليه وسلم: أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة، من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين ذكره في صحيح الجامع |
كان أبوبكر موضع مشورة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد صاهره بأن تزوج ابنته عائشة رضي الله عنها وأرضاها، ولما تولى الخلافة، أظهر قدرة فائقة على إدارة شؤون الدولة، التي تعرضت للانقسام الخطير، بسبب ظهور المرتدين، فأعاد للدولة وحدتها وأمنها، ووجه طاقاتها للجهاد في سبيل الله وفتح بلاد العراق والشام، وكانت الرحمة تغلب على آرائه رضي الله عنه، فقد أشار بقبول المفاداة من أسرى بدر، وكانت السكينة تملأ نفسه، وقد ثبت الله به الناس في حادثة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الحزم، ومضاء العزيمة، عنوان سياسته، كما في موقفه من حركة المرتدين | الخلاصة أوّل من أسلم من الرّجال هو الصحابيّ الجليل أبو بكر الصّديق -رضيَ الله عنه-، وكان لإسلامه الأثر الكبير؛ حيث دخل على يده الكثير من الصّحابة في الإسلام، ولُقّب بالصّديق لصدقه ولتصديقه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الوقت الذي كذبته قريش، كما لقّبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالعتيق، وقد اختاره رسول الله -عليه الصّلاة والسلام- ليكون رفيقه في الهجرة إلى المدينة المنورة، وعُرف -رضيَ الله عنه- بكرمه وإنفاقه في سبيل الله؛ فلم يستطع أحدٌ من الصّحابة أن يسبقه في الإنفاق، وتولّى خلافة المسلمين بالإجماع بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واستمرّت خلافته ما يقرب الثلاث سنوات، وتُوفي -رضي الله عنه- حين بلغ من العمر ثلاثة وستين عاماً |
---|---|
وكان معجبا بها ، توفيت مرجعه من حجة الوداع ، وكان تزويجه بها في المحرم سنة ست | بعد وفاة محمد 8 يونيو 632م ، استطاع المسلمون في المدينة حل أزمة الخلافة باختيار أبي بكر خليفةً للنبي محمد |
رضي الله عنه و أرضاه - وارتجّت المدينة لوفاة أبي بكر الصديق , و لم تر المدينة منذ وفاة رسول الله يومًا أكثر باكيًا و باكيةً من ذلك المساء الحزين , و أقبل عليّ بن أبي طالب مسرعًا باكيًا مُسترجعًا و وقف على البيت الذي فيه أبو بكر , فقال : رحمك الله يا أبا بكر.
13