حرم عليكم الخمر. حرمت عليكم الميتة

هذا هو السبيل للخلاص من الخمر ولا سبيل سواه، وما على البشرية المعذَّبة، والَّتي تكتوي بنار الخمر، إلا أن تلجأ إلى الله وتعتصم بشرعه الحنيف ، لتتخلَّص من كلِّ ما ينغِّص عليها صحَّتها وسعادتها
ثم إن الغيبوبة الَّتي ينشدها مُعاقِر الخمر ما هي في الواقع إلا محاولة فاشلة للهروب من مشاكله ومسؤولياته ، والإسلام ينكر عليه هذه الطريق، ويريد منه أن يكون قوياً صلباً في مواجهة الواقعات والأحداث ، لأن مواجهتها هي مِحَكُّ العزيمة والإرادة، أمَّا الهروب منها إلى تصوُّرات وأوهام ، فهو طريق التحلُّل والانسلاخ عن الواقع، الَّذي يفقد صاحبه هويَّته ومقوِّمات شخصيته ، ويعطِّل دوره الإنساني وهذا من الحكمة الَّتي انتهجها الإسلام في معالجة الأمراض الاجتماعية، فقد سلك بالناس طريق التدرُّج في تشريع الأحكام ، حتى تتهيَّأ لها النفوس، وتصبح قادرة على تطبيقها، بقناعة فكرية وقبول نفسي ، فبدأ بتنفير الناس من الخمر بطريق غير مباشر، كخطوة أولى ، وذلك حين أنزل الله تعالى: {ومن ثمراتِ النَّخيلِ والأعنابِ تتَّخذونَ منه سَكَراً ورزقاً حَسناً

تفسير: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير}

لكن تحريم الخمر كان بتدرج، وبمناسبة حوادث متعددة، فإن الناس قبل تحريمها، كانوا مولعين بشربها، فأول ما نزل صريحًا في التنفير منها، وتحريمها، قول الله تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ {البقرة:219}.

1
مراحل تحريم الخمر
و قد قال سبحانه و تعالى في سورة البقرة أنّ الخمر إثم كبير
تخريج حديث : « إن الله حرم عليكم الخمر والميسر والكوبة »
ومن ثم أعقب على: ليكونن ناس من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف رواه البخاري
مراحل تحريم الخمر
وَخَرَّجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَلَفْظُهُ: «إِنَّ الْمُشْرِكِينَ أَرَادُوا أَنْ يَشْتَرُوا جَسَدَ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَأَبَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيعَهُمْ»
وَخَرَّجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ: «وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا حَرَّمَ أَكْلَ شَيْءٍ، حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ» ، وَخَرَّجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَلَفْظُهُ: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا حَرَّمَ شَيْئًا حَرَّمَ ثَمَنَهُ» الثاني: حكم الله على الخمر وما ذكر معها بأنه رجس، ولفظ الرجس لم يطلق في القرآن إلا على الأوثان ولحم الخنزير، وهو يدل على التنفير، والزجر الشديد
وما في الميسر من غلبة أحدهما للآخر، وأخذ ماله الكثير في غير مقابلة، ما هو من أكبر الأسباب للعداوة والبغضاء وقال : « كل مسكر حرام »

لماذا حرم الله الخمر؟

لا شَكَّ أنَّ حَقِيْقَةَ الدُّفِّ : هُوَ آلَةٌ مِنْ آلاتِ المَلاهِي مُدَوَّرٌ مِنْ جِلْدٍ، لا خُرُوقَ فِيْهِ ولا جَلَاجِلَ، ومَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ حَرَامٌ بِلا.

الرد على من أنكر تحريم الخمر
الحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله وسلَّم على سيّد المرسلين محمّد وعلى ءاله وصحبه الطيّبين الطاهرين، وبعد،
حرم عليكم المعازف والخمر والميسر, بسم الله الرحمن الرحيم
فالجواب : إن أصح الطرق في ذلك أن يُفَسَّر القرآن بالقرآن ، فما أُجْمِل في مكان
تفسير: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير}
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْـزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بذلك: لا تُحرموا على أنفسكم ما لم أحرمه عليكم أيها المؤمنون بالله وبرسوله منَ البحائر والسوائب ونحو ذلك, بَل كلوا ذلك، فإني لم أحرم عليكم غير الميتة والدم ولحم الخنـزير، ومَا أهلّ به لغيري
وإسناده ضعيف؛ بكر بن سوادة لم يدرك قيس بن سعد، وعبيد الله بن زحر ضعيف الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله التقي الأمين ، وعلى آله وأصحابه الغُر الميامين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وتابعهما : قيس بن الربيع وإذا انقلبت بنفسها وتخللت طهرت من

تفسير: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير}

ومنه " استهلال " الصبي، إذا صاح عند سقوطه من بَطن أمه, " واستهلال " المطر، وهو صوت وُقوعه على الأرض, كما قال عمرو بن قميئة: ظَلَـمَ البِطَـاحَ لَـهُ انْهِـلالُ حَرِيصَـةٍ فَصَفَـا النِّطَـافُ لَـــهُ بُعَيْــدَ المُقْلَــعِ 27 واختلف أهل التأويل في ذلك.

12
31 من قوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ..)
فخطّأ ابنُ حجر حمادَ بن سلمة! ووجه الدلالة منه أن المعازف هي آلات اللهو كلها، لا خلاف بين أهل اللغة في ذلك، ولو كانت حلالًا لما ذمهم على استحلالها ولما قرن استحلالها باستحلال الخمر والخز، فإن كان بالحاء والراء المهملتين فهو استحلال الفروج الحرام، وإن كان بالخاء والزاي المعجمتين فهو نوع من الحرير غير
متى حرمت الخمر ؟
وتابع عليَّ بن معبد : عبدُ الغفار بن داود الحرّاني
القرآن الكريم
وهي وقفات خمس: وبعد تعقيب الدكتور عليها أضفت بالأخضر الرد على تعقيبه