اهوال يوم القيامه. خطب الجمعة مطبوعة

وأحسبه أنه قال : " وسورة هود " الحوض والصِّراط يكون لكلّ نبي يوم القيامة حوض خاصّ به وبأُمّته، ويكون قبل الصراط؛ لما يعانيه الناس من العطش في أرض المحشر، ويَرِدُ الناس إلى حوض النبي -عليه الصلاة والسلام- وتطرد الملائكة بعضهم عنه بسبب ردّتهم، ويكون ماؤه من الذي في الجنّة، ومن يشرب منه لا يعطش بعد ذلك أبداً، والشرب بعدها يكون بقصد التلذذ، ثُمّ يمرّ الناس على الصراط، وهو جسرٌ منصوب فوق جهنّم يعبر المسلمون عليه إلى الجنّة، ويكون النبي -عليه الصلاة والسلام- على الصراط ويدعو للمؤمنين بالسلامة، ويكون مرور كُل شخصٍ على الصراط حسب عمله، فيجتازه كُلّ من غُفر له، ومن لم يجتازه يسقط في النار
أرض المحشر يُحشر الناس يوم القيامة على أرضٍ بيضاء خالصة، وجاء وصف أرض المحشر في أحاديث كثيرة عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومنها قوله: يُحْشَرُ النَّاسُ يَومَ القِيامَةِ علَى أرْضٍ بَيْضاءَ عَفْراءَ، كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ، ليسَ فيها عَلَمٌ لأَحَدٍ ، ويكون لكل إنسان فيها موضع قدميه فقط، ولا يوجد فيها جبال أو زرع، ويكون الناس فيها حُفاة، عُراةٌ، خائفين، ويجتمع مع ذلك الجوع والعطش والتعب، ويأتون الناس إليها أفواجاً، فيأتي بعضهم كالذرّ وهم المُتكبرون، وبعضهم يشتعل جسده ناراً وهم المجرمون، وهكذا كُلٌ حسب عمله، ويبقى الناس في يوماً واحداً ومقداره خمسون ألف سنة، وفيها تدنو الشمس من الناس ويغرق الناس في العرق بمقدار أعمالهم، ويكون هُناك أصناف من الناس يجلسون بظل عرش الرحمن، مثل الشاب الذي ينشأ في طاعة ربه، والذي يكفل اليتيم وغيرهم، كما تأتي بالنار، وتُعرض على النّاس ترمي باللهب كالمدائن أتْباع الدجال : أكثر أتباع الدجال من اليهود والعجم والترك ، وأخلاط من الناس غالبهم الأعراب والنساء

آيات قرآنية عن أهوال يوم القيامة

الشفاعة العظمى بيّن العُلماء أنّ الشفاعة العُظمى تكون للنبي -عليه الصلاة والسلام-، وهي المقام المحمود الخاصّ به، وتكون عندما تقترب الشمس من المخلوقات بمقدار ميل حتى يغشاهم العرق، فيأتي الناس إلى آدم -عليه السلام-، وإلى -عليه السلام-، وإلى إبراهيم -عليه السلام-، وإلى عددٍ من الأنبياء، وكُلهم يعتذر ويقول: نفسي نفسي، حتى يأتون إلى النبي مُحمد -عليه الصلاة والسلام- فيقول: أنَا لَهَا، فأسْتَأْذِنُ علَى رَبِّي، فيُؤْذَنُ لِي، ويُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أحْمَدُهُ بهَا لا تَحْضُرُنِي الآنَ، فأحْمَدُهُ بتِلْكَ المَحَامِدِ، وأَخِرُّ له سَاجِدًا، فيَقولُ: يا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وسَلْ تُعْطَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأقُولُ: يا رَبِّ، أُمَّتي أُمَّتِي.

27
كيف يكون يوم القيامة
فتح أبواب السماء كيف تصبح السماء بعدما تُفتح؟ قال الله تعالى: {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ}، فتفتح السماء وتتشقق، ويصبح لها أبواب، وتكثر أبوابها لينزل منها ، فلا يصبح شكل السماء إلّا كالأبواب المفتوحة
آيات قرآنية عن أهوال يوم القيامة
دك الأرض ماذا يحدث بعدما تدكّ الأرض؟ قال الله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ}، {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}، فتتحرك الأرض وترتجف، وتهتز بعد أن كانت ساكنة ثابتة، بعد أن جاءها أمر الله تعالى، وتلقي ما في بطنها من الأموات والأحياء، من الأوّلين والآخرين، فيستنكر الناس حالها، وبعد انبساط الأرض وارتجاجها، تُبَدَّل الأرض، واُختلف في دلالة تبديل الأرض على أقوال، فقيل أنّها تبدّل لأرض من فضّة، أو أنّها تبدّل لأرض من نار، وقيل أنّها تبدل لغير ذلك دون وضع احتمالات لطبيعة تبدلها، فلا قول قاطع في هذا الأمر
آيات قرآنية عن أهوال يوم القيامة
ومن هذه الصفات : أنه رجل شاب أحمر ، قصير ، أفحج جعد الرأس ، أجلى الجبهة ، عريض النحر ، ممسوح العين اليمنى ، وهذه العين ليست بناتئة — منتفخة وبارزة — ولا جحراء — غائرة — كأنها عنبة طافئة
خروج الكنوز والدفائن قال تعالى في سورة الانشقاق: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ}، فيخرج كلّ ما في الأرض من الموتى المدفونين والكنوز فتلقي الأرض كل ما في باطنها على ظهرها وتتخلى عنه أحداث يوم القيامة بالترتيب يوم القيامة يومٌ عظيم، تحدث فيه أهوال شديدة؛ تبدأ هذه الأهوال الناس وخروجهم من القبور، ثم الحشر ويأتي بعد الحشر الحساب، وخلال الحساب تحدث عدّة أمور؛ كتطاير الصحف، وقراءة كتب الأعمال، ووزن أعمال العباد بميزان الله -تعالى-، ثمَّ بعد ذلك يكون الصراط، كما أنَّ الورود نحو الحوض هي أحدى الأمور التي تحصل، ولكن حصل فيها خلاف فيما إذا كان الورود إلى الحوض قبل السراط أو بعده
ومن صفاته أنه عقيم لا يولد له ويعدّ أيضاً من الشفعاء الذين اختصّهم الله -تعالى- بقبول شفاعتهم، ومن الأدلّة على قبول شفاعتهم قوله -عليه السلام-: يُقالُ: ادعُوا الشُّهداءَ، فيَشفَعون لمَن أَرادوا، وقال: فإذا فَعَلَتِ الشُّهداءُ ذلكَ قال: فيَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: أنا أَرحَمُ الرَّاحِمينَ ، وثبت أيضاً أنَّ من المؤمنين يشفعون لإخوانهم الذين دخلوا جهنّم؛ فيناجون الله -تعالى- في طلب الشفاعة لهم، وقد بيّن ذلك النبي -عليه السلام- قال: يقولون ربَّنا إخوانُنا كانوا يصلُّونَ معنا ويصومونَ معنا ويحجُّونَ معنا فأدخلتَهمُ النَّارَ فيقولُ اذهبوا فأخرجوا من عرفتُم منهم

أحداث يوم القيامة بالترتيب

ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ.

28
كيف يكون يوم القيامة
فاعلم أخي المسلمَ أن مَن طالَ انتظارُه في الدنيا للموتِ لِشِدّةِ مُقاساتِه للصّبرِ عنِ الشهواتِ فإنه يَقصُرُ انتِظارُهُ في ذلك اليومِ العظيم، ذلك اليــومِ الذي قال ربُّنا تبارك وتعالى عنه في سورةِ المعارج:" فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ "، أي مِنْ سِنِيِ الدّنيا جعلهُ اللهُ على الكافرين مقدارَ خمسينَ ألفَ سنةٍ من وقتِ البعثِ إلى أن يُفصَلَ بين الخَلقِ فهذا الطُّولُ في حقِّ الكفّار دونَ المؤمنينَ، فلقد قيل لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم:" فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " ما أطولَ هذا اليومَ فقال صلى الله عليه وسلم:" والذي نفسي بِيَدِه إنه لَيُخَفَّفُ على المؤمنِ حتى يكونَ أخفَّ عليهِ من صلاةٍ مكتوبةٍ يُصلِّيْها في الدنيا"
أهوال يوم القيامة ... النفخ في الصور
يوم القيامة في القرآن الكريم تم ذكر هذا اليوم العظيم في القرآن الكريم في العديد من الآيات وفي كثير من المواقف فقد ذكر أكثر من 70 مرة في العديد من المواضع من بينها قول الله تعالى: اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وكذلك قال الله عز وجل: إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أهوال يوم القيامة النفخ في الصور أول ما يحدث هو النفخ في الصور إشارة إلى نهاية الحياة الدنيا في الأرض والسماء فكل من على سطح الكرة الأرضية سيموت فوراً ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكلام ومن يشاء من ملائكته الذين خلقهم الله من أجل القيام بوظائف معينة فقد قال الله عز وجل: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ فتكون نفخة مريعة وهائلة تدمر كل شيء فبمجرد سماع الإنسان لها لا يقدر على التحرك أو فعل أي شيء فقد قال الله تعالى: مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ — فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ على الأرجح فإن الساعة تقوم في يوم جمعة فقد ذكر في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ؛ فيه خُلِق آدمُ، وفيه أُدخل الجنَّةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعةِ والله تعالى أعلى وأعلم البعث والنشور يوم القيامة المقصود بالبعث هو العودة الجسدية وإعادة الحياة إلى أجساد الموتي المدفونين في القبور أما النشور فمعناها البعث حيث قيل: نشر الميت نشوراً إذا عاش بعد الوفاة وأنشره معناها أن الله تعالى أحياه فعندما يشاء الله تعالي سوف يعيد الناس مرة أخرى ويبعثهم إلى يوم القيامة حيث يأمر إسرافيل أن يقوم بالنفخ في الصور ثانية فتعود الروح إلى الجسم ويقوم الناس من موتهم من أجل الحساب وملاقاة الله تعالى فقد قال عز وجل: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ
بحث عن يوم القيامة
أما النفخة الثانية فهي نفخة البعث ،وهي المذكورة في قوله تعالى: { ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } الزمر: 68 وهي صيحة توقظ الأموات مما هم فيه ، ثم يحشرون بعدها إلى أرض المحشر ، وهذه النفخة هي المقصودة بقوله تعالى : { ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون } يـس:51
ومعنى قول أبي هريرة رضي الله عنه : أبيت الأماكن التي لا يدخلها الدجال : حرم على الدجال دخول مكة والمدينة حين يخرج في آخر الزمان ، لورود الأحاديث الصحيحة بذلك ، وأما ما سوى ذلك من البلدان فإن الدجال سيدخلها واحداً بعد الآخر
هذا طرف من أخبار ذلك الحدث ، ذكرناه لك - أخي الكريم - ، كي تتأمل في هذا اليوم العظيم ، وما فيه من المخاوف والأهوال ، فتشمر عن ساعد الجد نحو لقاء الله تعالى ، فإنه لا نجاة في ذلك اليوم إلا بالإيمان والعمل الصالح

ما هي أهوال يوم القيامة

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

13
أحداث يوم القيامة بالترتيب
هذا ويشفع صغار المسلمين بآبائهم وأمهاتهم وهو من حسن الجزاء على صبرهم لفقد أولادهم في الدنيا، ويشفع القرآن أيضاً لمن تعلمه وعمل به وقد خُصّت سورتي البقرة وآل عمران بالتصريح على أنهما كالغمامتان تظلا صاحبهما يوم القيامة
العلامة الثالثة : ظهور المسيخ الدجال
النفخ في الصور قال تعالى في سورة النبأ: {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا}، النفخ في الصور هو أول هولٍ من أهوال يوم القيامة فينبعث النَّاس من قبورهم للحساب
آيات قرآنية عن أهوال يوم القيامة
طي السماء كيف يكون طيّ السماء؟ قال الله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}، فعِظم الكون لن يعصى على قدرة الله تعالى، فبعد وتُطوى الأرض وتنسف الجبال، تطوى السماء وتُغلق، كما تُغلق الكتب، فبعد تمدد الكرة الأرضية إلى ما عليه من الوقت الحالي، وإلى ما ستكون عليه في ذلك الحين، تُطوى السماء وتُكمش الأرض، كأنّ شيئًا لم يكن، فكما ورد في السنّة النبويّة عن -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض"