قال النبي صلى الله عليه وسلم: « كل دعاء محجوب حتى تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم» رواه الطبراني، وصححه الألباني | من صيغ الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، « اللهمَّ صلِّ على محمَّد وأزواجه وذُريَّته، كما صليتَ على آل إبراهيم، وبارِك على محمَّد وأزواجه وذُريَّته، كما باركتَ على آل إبراهيم؛ إنَّك حميدٌ مجيد» رواه البخاري ومسلم ، مِن حديث أبي حُمَيد السَّاعدي رضي الله تعالى عنه |
---|---|
الثانية والثلاثون: أنها سبب لدوام محبته للرسول صلى الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به ، لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب، واستحضاره في قلبه، واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه ، تضاعف حبه له وتزايد شوقه إليه ، واستولى على جميع قلبه، وإذا أعرض عن ذكره وإحضار محاسنه بقلبه، نقص حبه من قلبه، ولا شيء أقر لعين المحب من رؤية محبوبه ، ولا أقر لقلبه من ذكره وذكر محاسنه، وتكون زيادة ذلك ونقصانه بحسب زيادة الحب ونقصانه في قلبه، والحس شاهد بذلك | الرابعة والعشرون: أنها ترمي صاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها |
وُلِد -صلى الله عليه وسلم- في عام الفيل في مكة المكرمة، وعام الفيل هو العام الذي اجتاح فيه أبرهة الأشرم مكة وحاول هدم الكعبة، لكنّ الله حماها، وقد ولد يتيم الأب لوفاة والده قبل أن يولد، أمّا أمه فقد توفيت وهو في عمر الست سنوات، وقد تربّى في سنيه الأولى في مضارب بني سعد، وكان في حضانة أمه من الرضاعة ، فكان مولده -عليه الصلاة والسلام- وبعثته من أعظم نِعَم الله على البشرية لا تماثلها نِعَم من نِعَم الدنيا، وقد منّ الله على الناس بهذه النِعمة في القرآن الكريم بقوله : لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ، فببعثة محمّد -صلى الله عليه وسلم- أخرج الله الناس من الظلمات إلى النور وهداهم إلى صراط مستقيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فهذا الكلام صحيح شرعا، ومجرب عرفا، فعن أبي بن كعب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثان؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذاً تكفى همك ويغفر لك ذنبك | السلام على النبي صلى الله عليه وسلم من حقوقه صلى الله عليه وسلم على أمته والمسلم مأمور بها إما مطلقًا أو على وجه التقييد بما ورد كالسلام عليه في وعند الدخول إلى المسجد والخروج منه، والأمر بالسلام عليه صلى الله عليه وسلم مع غيابه من خصائصه التي اختصه الله تعالى بها فلا يشاركه فيها أحد فليس من المشروع السلام على معين مع غيابه إلا هو صلى الله عليه وسلم فمن خصائصه أنه يُبلّغ سلام الأمة عليه فيتحصل الإنسان على فضل السلام وبلوغه النبي صلى الله عليه وسلم ولو لم يقطع مسافة للقائه في حياته ولو لم يأت لقبره بعد وفاته |
---|---|
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : يُصَلُّونَ : يُبَرِّكُونَ | التاسعة: أنها سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم إذا قَرَنها بسؤال الوسيلة له أو أفردها |
وقال التوربشتي : معنى الحديث كم أجعل لك من دعائي الذي أدعو به لنفسي | الصلاة على النبي عليه السلام من ختم بها دعاءه كان ذلك سببا في إجابة دعائه، فهي وسيلة لرفع الدعاء إلى الله |
---|---|
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا ونفع بعلمكم واستجاب منكم | فإن صلاتكم معروضة عليَّ" قالوا: يا رسول الله وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أَرَمْتَ؟ - يعني: بَليت - قال: "إن الله عز وجل قد حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام" رواه أحمد وأبو داود وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم |
وما قد يقع من بعضهم من زلة أو خطيئة فله من الحسنات العظيمة والفضائل الكثيرة والقربات العظيمة ما نرجو أن يمحو الله به فيها زلته ويغفر بها خطيئته، وله من الفضل عند الله ما لا يدانيه فيه أحد.
21