اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ 30 فصلت وقال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ 13 الاحقاف وروى الإمام أحمد في مسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِأَمْرٍ فِي الإِسْلاَمِ لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَداً بَعْدَكَ | والأمن هو من المخاوف والعذاب والشقاء, والهداية إلى الصراط المستقيم |
---|---|
الجليس الصالح: وهذا العنصر هو من العناصر المهمة في الاستقامة على الدين، وكما يقال فإن "الصاحب ساحب"، وقد شبه الرسول — صلى الله عليه وآله وسلم — الجليس بقوله: مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة ؛ فالجليس الصالح لا يدل، ولا يدعو إلا إلى الخير، ولهذا فإن الجليس الصالح تدوم علاقته بإخوانه حتى في يوم القيامة { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} ، وكل علاقة لا ترتبط برابط الدين فهي زائفة، ولهذا فإن النبي — صلى الله عليه وآله وسلم — حدد من يكون الصاحب في الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري — رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله — صلى الله عليه وسلم — يقول: لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي | الاستغفار، والتوبة، ومحاسبة النفس، وكلها عوامل تبعث في النفس دوام الاتصال بالله — عز وجل -، ما يؤدي إلى استمرار العبد على الاستقامة على هذا الدين، فالاستغفار يجعل العبد متصلاً بربه — تبارك وتعالى -، والتوبة تجدد العهد مع الله، ومحاسبة النفس تحفظ المسلم من الميل عن طريق الاستقامة |
الفائدة الثالثة : الحديث دليل على أن جماع الخير في الاستقامة بعد الإيمان و لأن شأنها عظيم أرشد النبي صلى الله عليه و سلم لها حينما سأله عن شيء جامع، و جواب النبي صلى الله عليه وسلم هو الموافق لقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
12بل قد أمر الله تعالى بها أيضاً أنبياءه ، فقال ، في حق موسى وأخيه عليهما السلام : { قد أجيبت دعوتكما فاستقيما | وأشهد أن محمدا عبده ورسوله |
---|---|
فالاستقامة فيها: وقوعها لله وبالله وعلى أمر الله" | ومع هذا كله لا يتصف بالاستعلاء إلا ويقرنه المستقيم على دين الله بالتواضع لكافة المسلمين, طاعة لله واقتداءً برسول الله صلى الهر عليه وسلم |
وهو في وجه القيم الزائفة مستعل لأنه يملك القيم الحقيقية المستمدة من الله ومنهج الله.
25والجواب معروف عندك — أخي القارئ — جيدًا؛ وما أحسن قول الشاعر : ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد السعادة كل السعادة، والحياة الطيبة في طاعة الله — عز وجل، ومن ذاق عرف، ومن جرب طعم الطاعة وحلاوة الإيمان علم ذلك جيدًا! يقول : إنه باع أهله، وطلق زوجه، وترك أولاده، ودخل في عالم بل جحيم المخدرات والمسكرات بحثًا عن السعادة، والحياة الطيبة الوهمية كما يظن، ولكنه لم يجدها!!! وهي وسط بين الغول والتقصير ، وكلاهما منهي عنه شرعاً | نبدأ على بركة الله مقالتنا هذه والتي نقدمها لكم عبر موقع المكتبة التعليمية، مرحبين بكم طلابنا الاعزاء طلاب الصف الاول ثانوي، فأهلا ومرحبا |
---|---|
وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء | الرزق العاجل في الحياة الدنيا قال — تعالى -: { وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا}، فنتيجة الاستقامة هي الرزق العاجل في الدنيا، وقد ذكر الله — عز وجل — أن اليهود والنصارى لو تمسكوا بدينهم لرزقهم الله، فهي سنة إلهية، "وهذا كما قال — تعالى -: { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} ، وقوله: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} ، وكلها نصوص على أن الأمة إذا استقامت على الطريقة القويمة شرعة الله لفتح عليهم بركات من السماء والأرض، ومثل ذلك قوله — تعالى -: { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} ، ومفهوم ذلك أن من لم يستقم على الطريقة فقد يكون انحرافه أو شركه موجباً لحرمانه من نعمة الله — تعالى — عليه كما جاء صريحاً في قوله: { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} " |
وقوله عليه الصلاة والسلام : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت 19.
4