خلال تلك الفترة قدِم إلى المدينة المنوَّرة ، وهو أحد القادة العرب الذين كانوا يُقارعون في العراق، يطلب الدعم من أبي بكر، فأجابه أبو بكر وأسرع إلى نصرته؛ فأرسل خالد بن الوليد في أوَّل حملة عسكريَّة إسلاميَّة خارج شبه الجزيرة العربيَّة | وقد تشكَّلت بعض الفئات الطبقية في المجتمع بسبب هذه التغيُّرات، على عكس ما كان في السَّابق |
---|---|
مجموعة الوثائق السياسيَّة للعهد النبويّ والخِلافة الراشدة الطبعة 4 | اطلع عليه بتاريخ 11 سبتمبر 2019 |
للمزيد يمكنك متابعة : — | وكان المُشاة أكثر الجنود تدرُّعًا، وارتدوا في بداية عهدهم الجلد القاسي المصنوع محليًّا في شبه الجزيرة العربيَّة، ثمَّ تحوَّلوا إلى ارتداء دروعًا سلسليَّة يُحتمل أنَّها كانت من الغنائم، وكان الفارس والراجل يحمل درعًا مصنوع من الجلد المُقوّى يقيه ضربات السيوف ويحميه من السهام |
---|---|
بالمُقابل كان المُهاجرون آنذاك أكثرَ بُعدًا عن هذا المناخ السياسي؛ بعضهم قد شُغل بوفاة النبيّ مُحمَّد وجهازه ودفنه، وبعضهم لاتزال الصدمة تملأ نفسه، وبعضهم لم يُفكّر في اختيار خليفة، مُعتقدًا أنَّ هذا الأمر هو آخر ما يقع الاختلاف فيه، وهم على يقين أنَّ ما من طائفة من المُسلمين سوف تُنازعهم في هذا الأمر | ، جـ 4 الطبعة 3 |
توفي أبو بكر بعد المعركة، فتابع عمر إدارة الجيوش، وكان أول قرارٍ اتخذه هو عزل خالد بن الوليد عن قيادة الجيوش الفاتحة، وأبلغ أبا عبيدة سرًّا بنبأ وفاة أبي بكر وعزل خالد، وتعيينه مكانه لقيادة الجيوش، إلا أنَّ الأنباء لم تصل لخالد إلا بعد فترة | ورغم ذلك اتَّجه جميع الخلفاء بالمجمل إلى تولية الصَّحابة لقدراتهم ومؤهلاتهم، وكان معظم ولاتهم من صحابة الرسول |
---|---|
وهكذا انتهى عهد الدولة الإسلاميَّة الراشدة وبدأ عهد الدولة الإسلاميَّة الثانية؛ أي ، وتحوَّل نظام الحكم من الشورى وبساطة العيش إلى التوريث، وسارت على هذا النهج باقي دول الخِلافة الإسلاميَّة بعد الأمويَّة | كذلك اعتمدت دولة الخِلافة الراشدة على "العُشور"، وهي ما يُقابل على التجار في الزمن المُعاصر، وأوَّل من اعتمدها كان عُمر بن الخطَّاب كذلك، فبعد فتح الشام كتب إليه أبو موسى الأشعري يُخبره أنَّ السلطات البيزنطيَّة في الشام كانت تأخذ من التجار العُشر قبل الفتح الإسلامي، وكانوا يأخذون من التُجَّار المُسلمين نفس القدر، فكتب له عُمر بأن يأخذ منهم كما كانوا يأخذون من تُجَّار المُسلمين، وأن يأخذ من تُجَّار أهل الذمَّة نصف العُشر ومن المسلمين 2 |