بل إن أكثر أولئك الضبّاط الكبار كانوا شركاء حقيقيين للمحتكرين اللبنانيين ومسؤولين مثلهم عن الضيق الذي تألّم منه الشعب | ولكن هذه الحال لم تدم طويلاً، إذ خرق النظام الأساسي، وتدخل في شؤون القضاء، واعتدى على صلاحيات المجلس الإداري، وألغى بعض الصحف المعارضة، وحاول أن يرغم كل لبناني من سكّان الجبل على أخذ بطاقة هوية عثمانية |
---|---|
ويأخذ عليه اللبنانيون أنه تنازل عن ضريبة للحكومة العثمانية، فحرم الخزينة اللبنانية من هذا المورد المالي المهم، واضطر إلى تخفيض رواتب الموظفين بمقدار 10% لإيجاد التوازن في ، وقد أدّى ذلك إلى انتشار بين الموظفين | وبعد الأخذ والرد طوال أسبوعين أُلهم أحدهم اقتراح لفظة «Plénipotentiaire» ، التي ترجمها لهم معاونوهم من الكتّاب باسم "متصرّف"، وعرض فكرته هذه على زملائه، فوافقوه عليها لاعتقادهم أنها تفي بالمرام |
تبوأ لبنان مركز الصدارة في ، فقد صدر خلال عهد المتصرفية عدد كبير من الصحف والمجلاّت كان من أشهرها: جريدة "لبنان" التي ظهرت سنة بأمر من داود باشا، وجريدة البشير للآباء اليسوعيين سنة ، و"الجنينة" سنة ، و"ثمرات الفنون" لعبد القادر القبّاني سنة ، وجريدة "لسان الحال" لخليل سركيس سنة ، وجريدة "بيروت" لمحمد الدنا سنة.
24وكان إسماعيل حقي متدينًا ملتزمًا كريم الأخلاق، فكان يغض النظر عن تهريب المواد الغذائية إلى أبناء الجبل الذين عصفت بهم المجاعة في عهده، وحاول أن يُخفف عبئ الحياة على أولئك الذين حلّت عليهم المصائب خلال ، وشجع الميسورين على إنشاء جمعيات لإغاثة المحتاجين | |
---|---|
وكان في كل بيت تقريبًا لحياكة ما يحتاجون إليه من الأقمشة | ابتدأت أحداث هذه الحركة في سنة بخلاف بسيط على لعبة گلّة بين ولدين درزي وماروني في بلدة ، ثم اشترك في هذا الخصام أهل كل منهما، وتحوّل الخصام إلى معركة دموية، اشترك فيها أبناء الطائفتين من بيت مري، ثم من سائر قرى |
وعندما أُقرّ هذا المبدأ وتقرر أن تكون هي الدولة المنتدبة على ، عُيّن الفريق أول مفوضًا ساميًا عليها، فوجّه إنذارًا إلى الملك فيصل ملك ، بعد أن أعلن توليه عرش سوريا، وطلب منه الاعتراف بالانتداب الفرنسي، ولكن الملك فيصل رفض الإنذار، وكان رد گورو أن أمر الجيش الفرنسي بالزحف على ، فالتقى في معبر بالجيش السوري، ودارت أسفرت عن انتصار الكثرة الفرنسية بعد استبسال المقاومين وسقوط قائدهم | وتدخّل جمال باشا في الأمور الداخلية الخاصة بالطوائف، فأرغم المورانة على طلب من حكومة ، الذي كان ينص على اعترافها بسلطتهم على رعاياهم، وذلك أسوة بما كان يُطبق من قبل على الرؤساء الروحيين لسائر الطوائف المسيحية الأخرى |
---|---|
صفحة: 277 - 282؛ معاز قوّال الضيعة | وغالبًا ما كانت تقوم مباريات في إلقاء الشعر بين قوّالين أو أكثر، وما زالت هذه العادة سارية في قرى لبنان حتى الوقت الحالي |