وصلاة الضحى صلاة تشهدها الملائكة، يدل على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن عبسة رضي الله عنه | ، وابنِ عُثَيمين قال ابن عثيمين: صلاة الإشراق- وهي التي تُصلَّى بعد أن ترتفع الشمس قِيدَ رمح، ومقدارُ ذلك بالساعة أنْ يمضي على طلوع الشمس رُبُع ساعةٍ أو نحو ذلك- هذه هي صلاةُ الإشراقِ، وهي صلاة الضحى أيضًا؛ لأنَّ صلاة الضحى من حين أن ترتفع الشمس قِيدَ رُمحٍ إلى قُبَيل الزوال، وهي في آخِر الوقت أفضلُ منها في أوَّله |
---|---|
ركعات صلاة الضحى ذهب أبو جعفر الطبريّ والمليميّ والرويانيّ من الشافعيّة وغيرهم إلى أنّه لا حدّ لأكثرها، وقال العراقيّ في شرح الترمذيّ: لم أرَ عن أحدٍ من الصّحابة والتّابعين أنّه حصرها في اثنتي عشرة ركعة ، وكذلك قال السيوطيّ، وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن أنّه سُئِل: هل كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يُصلّونها؟ فقال: نعم، كان منهم من يُصلّي ركعتين، ومنهم من يُصلّي أربعاً، ومنهم من يمدّ إلى نصف النّهار ، وعن إبراهيم النخعيّ أنّ رجلاً سأل الأسود بن يزيد: كم أُصلّي الضّحى؟ قال: كما شئت | ومعنى حين ترمض الفصال -كما قال شراح الحديث-: حين تحترق أخفافها من شدة حر الرمضاء -وهي الرمل- لارتفاع الشمس؛ فتلجأ إلى الظل، فهذا هو الوقت المختار لصلاة الضحى؛ قال الصنعاني في التنوير شَرْح الجَامِع الصَّغِيرِ: "قال ابن الأثير: المراد صلاة الضحى عند الارتفاع واشتداد الحر، واستدل به على فضل تأخير الضحى إلى شدة الحر، وإنما أضاف الصلاة في هذا الوقت للأوابين؛ لأن النفوس تميل فيه إلى الدعة والسكون والاستراحة، فصرفها إلى الطاعة والاشتغال فيه بالصلاة أدب من يرد النفس إلى مرضاة الرب" |
كما كان يفعل ذلك في كل السنن، فكان يواظب عليها فترة ويتركها فترة، ويغير في الأعداد إلا في السنن الراتبة، ويغير في صيغ الدعاء ك مثلًا ودعاء الذهاب إلى المسجد والرجوع منه و والاستيقاظ، فيندر أن تجد له عملًا أو قولًا محددًا في السنن، كل ذلك لدفع التوهم بفرضيته عند عموم المسلمين.
23الأدلَّة: أولًا: من السُّنَّة 1- عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، قال: أَوْصاني خليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بثلاثٍ: صيامِ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شهرٍ، وركعتي الضُّحى، وأنْ أُوتِرَ قبل أنْ أنامَ قال ابن دقيق العيد: وفي الحديث دليلٌ على استحباب صلاة الضحى، وأنَّها ركعتانِ، ولعلَّه ذكر الأقل الذي توجَّه التأكيد لِفِعْله إحكام الأحكام ص: 287 | |
---|---|
وإنما قالوا: إن وقت صلاة الضحى يبدأ من بعد طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح ويمتد إلى الزوال -قبيل الظهر-، وأنها تصلى في هذا الوقت كله، وأن أفضله حين يشتد الحر عند مضي ربع النهار | عدد ركعاتها أقل عدد ركعات لصلاة الضحى هو ركعتان |
مجموع الفتاوى 30- 59 قال ابن عثيمين: الأظهر أنها سُنَّة مطلقة دائما.
1