الحالة الثانية من حالات وجوب الإتمام على المسافر: إذا صلى العشاء مع إمام يصلي المغرب: لا ينبغي لمن أراد صلاة العشاء أن يدخل مع إمام يصلي المغرب لاختلاف الهيئتين كما هو مذهب جماهير أهل العلم | الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد سبقت الإجابة على مثل هذا السؤال، وخلاصته في القصر أنه يشترط فيه أن تكون المسافة مسافة قصر وهي 83 كيلو متراً، وأن يكون السفر مباحاً |
---|---|
دليل ذلك: 1- ما رواه موسى بن سلمة، قال: كنا مع ابن عباس بمكة، فقلت: إنا إذا كنا معكم صلينا أربعًا، وإذا رجعنا إلى رحالنا صلينا ركعتين | اختَلف أهلُ العِلمِ في مِقدارِ مَسافةِ السَّفرِ الذي تُقصَرُ فيه الصَّلاةُ على أقوالٍ عِدَّة 1 ، أقواها قولان: القول الأوّل: أنَّ المسافةَ التي تُقصَرُ فيها الصَّلاةُ: 88 كم تقريبًا ، وهذا مذهبُ الجمهور: المالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة، وهو قولُ بَعضِ السَّلفِ، وقولُ أبي يُوسفَ من الحَنَفيَّة، وبه قال فُقهاءُ أصحابِ الحديثِ |
ولما بلغ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن عثمان بن عفان رضي الله عنه صلى بمنى أربع ركعات قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ ، وَصَلَّيْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ ، وَصَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ رواه البخاري 1084 ومسلم 695.
23صلاة الجماعة واجبة على المسافر كما هي واجبة على المقيم ، فليس له أن يترك الجماعة من أجل أن يصلي قصراً ، بل يصلي مع الجماعة ، فإن كان الإمام مقيماً يتم الصلاة أتم خلفه | قال أنس بن مالك رضي الله عنه : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ فَكَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ رواه البخاري 1081 ومسلم 724 |
---|---|
وأشار إلى أنه يشترط في السفر الذي تترتب عليه أحكامه أمور هي: «بلوغ المسافة أو يزيد- قصد عدم المعصية «ألا يكون الحامل على السفر فعل معصية»، ومسافة السفر التي تتغير بها الأحكام أربعة برد؛ وكل برد أربعة فراسخ والفرسخ ثلاثة أميال هاشمية يعني أن المسافة بالأميال تساوي 16 فرسخ × 3 48 ميلا هاشميا وتساوي هذه المسافة حوالى 83 | واشترط ذلك كل من الشافعية والحنابلة، بينما يرى المالكية أنّه يكفي نيّة القصر عند أول صلاةٍ يقصرها المسافر في سفره، ولا يلزمه تجديدها في كل صلاةٍ يُصلّيها، وقال الحنفية إنه لا تلزمه النيّة مطلقاً، لأنَّه بمجرد سفرة أصبح الفرض في حقّه ركعتين |
واستثنى المالكيّة أهل مكة ومنى ومزدلفة من اشتراط قطع مسافة معينة لجواز قصر الصلاة إذا ذهبوا للوقوف بعرفة، فيُشرع لهم القصر في الذهاب والعودة إذا بقي عليهم عملٌ من مناسك الحجّ.