سبب نزول سورة الجمعة والسبب في نزول سورة الجمعة هو ما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- حيث ثبت عنه أنه قال: أقبلت عِيرٌ يوم الجمعة، ونحن مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فثار الناس إلا اثني عشر رجلاً فأنزل اللَّه: وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا فهذا الحديث يُبيِّن سبب نزول سورة الجمعة لصحة سنده، وتصريحه بالنزول، وموافقته لسياق القرآن، وإجماع المُفسِّرين عليه، حيث ذكره جمعٌ من المفسرين بأنه سبب نزول سورة الجمعة ومنهم الطبري والبغوي وابن العربي وابن عطية والقرطبي والسعدي وابن عاشور | |
---|---|
ولقراءة سورة الكهف فضائل وحِكمٌ عديدة، وفيما يأتي بيانٌ لها بشكلٍ مفصّلٍ: نزول السكينة: فقد كان صحابي يقرأ سورة الكهف وفي بيته دابّة؛ فجعلت تضطرب وتتحرّك، فتوجّه بالدعاء إلى ربّه بأن يسلّمه من الدابة، فإذا بسحابة قد غشيته، فروى ذلك لرسول الله، فبيّن له الرسول أنّ القرآن الكريم من أسباب حلول السكينة، أي إن السحابة هي السَّكينة والرحمة، ويقصد بذلك الملائكة، لِذا اضطربت الدابة لرؤيتهم، وهذا دليلٌ على فضل قراءة القرآن وأنه سببٌ لنزول الرحمات والسكينة وحضور الملائكة، روى الإمام مسلم في صحيحه: قَرَأَ رَجُلٌ الكَهْفَ، وفي الدَّارِ دَابَّةٌ فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ، فَنَظَرَ فَإِذَا ضَبَابَةٌ، أَوْ سَحَابَةٌ قدْ غَشِيَتْهُ، قالَ: فَذَكَرَ ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: اقْرَأْ فُلَانُ، فإنَّهَا السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ عِنْدَ القُرْآنِ، أَوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ | كما وردت فيه العديد الأحاديث النبوية المتواترة الدالة على فضله وأهميته، حيث روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: «فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا» عن أبي هريرة، قال: قال : «سيد الأيام يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة» ويستحب في يوم الجمعة قراءة ، وكثرة الصلاة على |
وفيه أن الله -سبحانه وتعالى- يعاتب المؤمنين، لما أتت قافلة تجارةٍ ، وكان بها زيتاً قدم به دحية بن خليفة من الشام، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- حينها قائماً يخطبُ بالناس، لصلاة الجمعة، فانصرف الناس إلا القليلُ منهم عن الخطبة وذهبوا إلى القافلة، فعاتبهم الله تعالى بأنهم تركوا ما هو خيرٌ لهم وهي الصلاة، وانفضوا إلى القافلة حرصاً على التجارة والكسب في الدنيا، فأمر الله تعالى عباده المؤمنين بترك التجارة وقت الصلاة، والحرص على أداء الصلاة والاستماع للخطبة، وأباح لهم البيع والتجارة في أي وقتٍ غيرَ وقت الصلاة.
25وقد نزلت سورة في اسمها | ولعلها اختيرت صلاة الجمعة لأن في أداءها الخير العظيم: من اجتماع المؤمنين في مكان واحد وفي وقت محدد وفي جماعة من الناس، يلتزمون بشروط وآداب لا يصح أداؤها الا بها، وفي التجرد عن غيرها، والانقطاع عن مشاغل الدنيا من تجارة أو لهو، يسمعون آيات الله ويتعلمون الحكمة، ومشاعر الأخوّة والألفة والأمان، والانتماء للجماعة، ووحدة الدين والهدف والمصير، والإله الواحد، ويحصل لهم بذلك من الخير الكثير، ما لا يعلمه إلا الله |
---|---|
سبب نزول سورة الجمعة توجد الكثير من أسباب نزول سورة الجمعة، منها توضيح أحكام صلاة الجمعة، وأمر المسلمين بالالتزام ببعض التشريعات في هذا اليوم، وتوضيح الصواب من الخطأ لعباد الله، كما ورد في السنة النبوية بعض الأحداث التي اقترنت بنزول سورة الجمعة | فقد قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه بينما نحن نصلِّي مع النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلّم-، إذ أقبلتْ عيرٌ تحملُ طعامًا، فالتفتوا إليها، حتَّى ما بقيَ مع النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلا اثنا عشرَ رجلًا ، وهو سبب نزول قوله تعالى وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوكَ قائمًا ويُقال أنه في فترة من الفترات، عانى أهل المدينة من الجوع والفقر، وعدم القدرة على الحصول على قوت يومهم، ومع قدوم دحية بن خليفة إلى المدينة بعد عودته من تجارته في بلاد الشام، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم الجمعة، فانفض الناس من المسجد، وتركوه وذهبوا إلى دحية بن كليفة الكلبي بحثاً عن قوت اليوم، ولم يبقى في المسجد إلا اثنا عشرة رجلاً، منهم عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاهم، فأنزل الله تلك الآية، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حينها والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لم يبق أحد منكم؛ لسال بكم الوادي نارا |
العصمة من المسيح الدجال إذ إنّ فتنته عظيمة، وما من نبيٍ إلّا وحذّر قومه منه، وقد قيل إنّ العصمة تتحقّق بقراءة أوائل آيات سورة الكهف دون تحديدٍ، وقيل إنّها بأول ثلاث آياتٍ، وقيل تتحقّق بآخر عشرة آيات، وقيل بأول عشرة، ومع ذلك فمن الأفضل أن تُحفظ السورة كاملة وتُقرأ، فإن تعسّر فعشرة أياتٍ من أولها وعشرة من آخرها، وإلّا فالعشرة الأولى فقط، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ.
2» ومن خصائص صلاة الفجر في يوم الجمعة أنه يُسن أن يقرأ المصلي فيها في الركعة الأولى، في الثانية | أتى رجلٌ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللَّهِ أقرِئني قال أقرَأْ من ذواتِ {الر} قال يا رسولَ اللَّهِ ثقُلَ لساني وغلظ جسمي قال أقرأ من الحواميمِ فقال مِثلَ قولِه الأوَّل قال أقرئكَ من المسبِّحاتِ فقال مثلَ قولِه الأوَّلِ قال عليكَ بالسُّورةِ الجامعةِ الفاذَّةِ { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ٍ} قال فقال الأعرابيُّ حسْبي |
---|---|
قال الإمام برهان الدين البقاعي في كشفه لأسرار سورة الجمعة: جاءت هذه السورة لبيان مسمى الصف بدليل هو أوضح شرائع الدين وأوثق عرى الإسلام، وهو الجمعة التي اسمها مبين للمراد منها من فرضية الاجتماع فيها وإيجاب الإقبال عليها وهو التجرد عن غيرها والانقطاع لما وقع من التفرق حال الخطبة عمن بعث للتزكية بالاجتماع عليه في الجهاد وغيره في العسر واليسر والمنشط والمكره، واسمها الجمعة أنسب شيء فيها لهذا المقصد بتدبر آياته وتأمل أوائله وغاياته، الحاثة على قوة التواصل والاجتماع، والحاملة على دوام الإقبال على المزكي والحب له والاتباع | وقد اشتملت سورة الجمعة على أحكام تشريعية، كحال باقي السور المدنية، وبيَّنت ، ووصفت النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه خاتمُ النبيين ورحمةٌ من الله للناس كافة، ووصفته بالرحمة لتعليمه قومه الكتاب والسنة وتلاوة آيات القرآن الكريم، فهذه نعمةٌ من الله وفضل، ثم وصفت السورة اليهود وكيف تركوا العمل بالأحكام المنزلة في كتابهم وهو التوراة، حتى أنهم شُبِهوا بالحمار الذي يحمل على ظهره كتباً فيها علمٌ نافع، لكنهم لا يفهموه ولا يعرفون عنه شيئاً، ولا ينالون من حمله إلا التعب، وخُتِمت السورة بالحث على صلاة الجمعة، وتلبية النداء في حال سماعه، وعاتبت من تركَ النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطبُ للصلاة |
وأشارت إلى أنه يبدأ وقت قراءتها من غروب شمس يوم الخميس إلى غروب شمس يوم الجمعة، ومن كان أميًّا لا يقرأ، واستمع إليها مبتغيًا الأجر والثواب الوارد في فضلها حصل عليه بإذن الله تعالى؛ لأن الميسور لا يسقط بالمعسور كما نص الفقهاء.
29