أما من جاءت بنت أو امرأة تطلب منه الخطوبة والزواج وتطلب منه عقد القران فيدل على فرج له في أمور حياته وسعادة له وسعة في الرزق والمال، ومن وجد نفسه في حفل كتب كتاب شخص آخر وكان فرحا له فإنه نيل لأمر كان يريده ويساعده في ذلك من كان له كتب الكتاب، أما وجوده في حفل زواج فإنه يدل على الحزن والغم والمصائب والسجن | وفي حال عقد قران الزواج للرجل على امرأة يعرفها وهي متزوجة في الحقيقة فإنه يسعى لطلب من مال ومنصب وجاه لن يحصل عليه مهما فعل، أما رؤيته خطبة امرأة مطلقة أو أرملة يعرفها أو لا يعرفها فإنه يدل على سعيه لأمر يجعل بحياته اليسر بعد عسر وضيق ويرى به الفرج |
---|---|
شروط صيغة عقد النكاح ينبغي أن تكون صيغة العقد أولاً دالة على إنشاء العقد، ولا ينبغي أن تبنى صيغة العقد معلقة على شرط لا يمكن أن يتحقق، كأن يقول الزوج تزوجت ابنتك إذا قدمت من السفر ونحوه، وأن لا تكون صيغة العقد دالة على التوقيت، لأنّ عقد الانكاح بذلك يعتبر نكاح متعة ونكاح مؤقت، وهما باطلين بالكتاب والسنة والإجماع، أما وجه التحريم فيأتي من كون المتعة ترتفع من عير فرقة ولا طلاق ولا نفقة، كما لا يجري بها التوراث | الصيغة العرفية التي يرددها طرفا العقد أمام المأذون الموثق: اعتاد المأذون الموكل إليه مهمة توثيق العقد أو أحد العلماء الشرعيين الحاضرين في المجلس أن يملي على العاقدين صيغة معينة يرددانها خلفه، ولا يكتفى في الغالب بقول: زوجتك وقبلت، إنما يبالغ في الصيغة بإضافة بعض العبارات التي تشدد في وجوب المعاشرة بالمعروف وأن هذا العقد عقد شرعي على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع التلميح بالصداق المسمى مع تكرار الصيغة عدة مرات، وقد يسبق ذلك عظة ونصحا وتذكيرا للطرفين والحضور بأحكام الزواج وآداب المعاشرة الزوجية، وكل هذا ونحوه لا بأس به، لكن المعول عليه في العقد هما ألفاظه فقط كما ذكرنا ولا يلزم أن يرددها طرفا العقد خلف أحد |
ومن يعقد قرانه على فتاة أو امرأة يهودية فإنه يدخل على أعمال بها المعاصي في حياته، ومن يكتب زواجه على نصرانية أو مسيحية فإنه سيقع في أعمال مليئة بالفتن والمعاصي والباطل، والمجوسية وعقد القران عليها يدل على أنه رجل بلا دين أو أنه من فاعلي الكبائر في حياته.
7أولاً: صيغة العقد: يقصد بصيغة العقد: ما يتبادله طرفا العقد من كلام ونحوه يدل على تراضيهما ورغبتهما في إنشاء عقد الزواج وترتيب آثاره في الحال | تنبيه: نؤكد هنا: أن ما تعارف عليه الناس عند الخِطبة من تبادل ألفاظ معينة كقول الخاطب لولي الزوجة: أرغب في ابنتكم، أو أطلب القرب منكم، نريد تزويج ابنتكم لابننا، وما شابه، ويرد الولي بالموافقة والترحيب، هذا كله ليس زواجا يرتب آثار الزواج بغض النظر عن الإعلان والشهود والحفلات والولائم ونحوها؛ لأن إرادة الطرفين اتجهت إلى الخطبة وليس إنشاء عقد |
---|---|
والعقد هو الميثاق الغليظ الذي جعله الله تعالى الوسيلة الوحيدة التي يجوز فيها معاشرة كلا الجنسين لبعضهما، قال | وهناك من جوزها بصيغة الأمر كقول الزوج للولي: زوجنى ابنتك يقول له الولي: زوجتك مادام اتجاه الإرادتين إلى إنشاء العقد في الحال |
أما رؤية كتب الكتاب من شاب على فتاة لا يعرفها ولا يعرف شكلها فإن ذلك يفسر بقرب انتهاء الأجل إن كان من الأشخاص المتواضعين في حياته، ويكون نهايته بخير إن كانت فاتنة الجمال ويكون حاملا معاصي إن كانت قبيحة ورديئة في نظره، أما إن كان في منصب ويسعى للترقي فإنه عقد قرانه على حصوله ونيله مراده من المنصب والترقي.
30وفي حال عقد قران الفتاة على أحد من محارمها مثل أخيها أو عمها أو أبيها أو خالها أو زوج أمها أو جدها أو ابن أختها أو ابن أخيها فإنها ستنال سعاة وخير في حياتها، وقد يدل على الزواج للعزباء وفرج للمتزوجة بأمر تريده وتسعى له، وللحامل هو قرب الولادة بسعادة وسرور للعائلة | وقد نقل ذلك عن جمع من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، أخرج البيهقي في سننه بسنده: - عن ابن عمر قال: سمعت عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة يقول: سئلت عائشة - رضي الله تعالى عنها- عن متعة النساء، فقالت: بيني وبينهم كتاب الله- عز وجل - وقرأت هذه الآية {والذين هم لفروجهم حافظون |
---|---|
تفسير حلم كتب كتاب الزواج أو القران للفتاة والمرأة يختلف الأمر كثيرا ما بين النساء والرجال في تفسير عقد القران ، فعند رؤية الفتاة أنها تكتب الكتاب والقران على شاب تعرفه من غير محارمها فإنها مصيبة لها أو سر يكشف في أمرها، وإن كانت ترقص أو تغني في كتب القران عليه فإنها فضيحة لها في عرضها، وإن كانت متزوجة ورأت أنها تعقد على شاب تعرفه من غير محارمها فإنها فضيحة لها بين أهل زوجها تفقدهم الثقة بها، وللحامل هو مرض أو سوء في حياتها وحالها وميلادها القريب | وعند كتب كتاب أي امرأة على شخص ميت فإنه صعوبة نيل ما تطلب ، وإن كانت تود شخص وتعرفه وتود الزواج منه في الحقيقة ورأت أنها تكتب كتابها عليه وترقص أو تفرح بذلك فأنها لن تتزوجه مهما فعلت، والله جل في علاه أعلم بكل أمر |
المقصود بمجلس العقد: من شروط صحة الإيجاب والقبول صدروهما في مجلس واحد؛ تأكيدًا لارتباطهما معا من غير فاصل طويل يشعر بالإعراض عن العقد أو عدم الرغبة في إتمامه من أي طرف، لكن ما المقصود بمجلس العقد؟ لا يقصد بمجلس العقد المكان الذ يجمع أطرافه إنما المقصود به: الحال التي يكون فيها الطرفان مقبلين على التعاقد، ومن ثم فإن شرط اتحاد المجلس يعني: اتحاد الزمن أو الوقت الذي يكون فيه الأطراف مشتغلين بالتعاقد، وبالتالي قد يجمعهما مكان واحد، وينتهي حديثهما في شأن العقد، وتشاغلان بغيره ففي هذه الحالة يكون المجلس قد انفض، وقد يكونان متباعدين ولا يجمعهما مكان واحد لكن أمكن تواصلهما عن طريق أداة اتصال فينعقد المجلس بذلك وسوف نلقي الضوء بإذن الله على حكم انعقاد الزواج بوسائل الاتصال الحديثة في المقالة الرابعة من هذه السلسلة.
1