ومن يعمر مساجد الله. آيات الأحكام

ومناسبة هذا الباب لما قبله ظاهرة؛ لأن المؤلف رحمه الله تعالى تكلم عن باب المحبة، ثم بعد ذلك تكلم عن الخوف، وذلك أن العبادة تقوم على أمرين: على الخوف، والمحبة، ففي المحبة امتثال الأوامر، وفي الخوف اجتناب النواهي، فالمناسبة ظاهرة بين البابين كما أنّ في التواجد في المساجد استفادات كثيرة : عن أمير المؤمنين ع : من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى ثمان : أخاً مستفاداً في الله ، أو علماً مستطرفاً ، أو آيةً محكمة ، أو رحمة منتظرة ، أو كلمة تردّه عن ردى ، أو يسمع كلمة تدلّه على هدى أو يترك ذنباً خشيةً أو حياءً
المقصود أن الآية عامة ويدخل فيها النصارى، وهذه الرواية المذكورة في قصة المشركين هي عن ابن زيد وابن زيد لم يدرك شيئًا من ذلك، فهي من قبيل المرسل، والمرسل نوع من الضعيف مع الأسف نعيش في زمن تملأه الذئاب كما كان يحدّث الإمام المغيّب السيد موسى الصدر الذي جاهد لقيام مجتمع سليم ومتعايش ، لكن المتآمرين على المنطقة غيّبوه كما يعملون في مواجهة كل داعية للإصلاح ، لكنّهم لم يتمكّنوا من الإمام الخميني والجمهورية الإسلامية التي نسأل الله أن تكون الممهدة لدولة الفرج الأكبر التي يطلع فيها على البشرية الإمام المهدي عج والسيّد المسيح ع ليعم العدل والأمن الذي أمرنا أن نمهّد له باتباع وصايا الأنبياء والمرسلين

[47] من قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} الآية 114

وإذا حصل لإنسان عذر فلا بأس أن يحجز مكانه بشرط أن يعود قريباً.

إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ
، يعني: رزق الله عز وجل لا يرده حسد حاسد، فهذا تعليل لما تقدم
عُمَّار المساجد
إن عمارة المساجد من أبرز أعمال البِرّ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله» وذكر منهم: «رجلاً قلبه معلق في المسجد» رواه البخاري ومسلم
آيات الأحكام
ولقد رتب الله -سبحانه وتعالى- فضلاً عظيماً لمن بنى المسجد أو شارك فيه، فقال سبحانه وتعالى: { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} 18 سورة التوبة
من أجَل الأعمال وأعظمها منزلة عند الله تعالى عمارة المساجد بيوت الله، وأحب البقاع إليه عمارة حسية ومعنوية، حسية بتوقيف الأرض وبالبناء والترميم والتنظيف ويرون أن ما يقومون به من ذلك أعظم مما يقوم به المسلمون من عمارة بيوت الله تعالى بعبادته وحده، فكيف يعتقد المشركون ذلك وهم يعترفون بكفرهم بالله جل وعلا؟! ولم يكتف عمر ببناء المسجد الأقصى فقط، بل أمر ببناء مسجد عند كل كنيسة
، يعني: لا يأتي به يا محمد تكبيرة يدركها المؤمن مع الإمام خير من ستين ألف حجة وعمرة، و خير من الدنيا وما فيها سبعين ألف مرة

عِمارة المساجد وآدابها

.

13
عِمارة المساجد وآدابها
رابعاً : أن يكون الإنسان متوضّئاً حين الدخول إلى المسجد ، عن النبي ص : لا تدخل المساجد إلا بالطّهارة
عُمَّار المساجد
من يسهم في بناء مسجد يسهم في الدعوة إلى الله عز وجل : أيها الأخوة، ملخص هذه الآيات من أخص خصوصيات المؤمن عمارة بيوت الله بناءً، وتأسيساً، وترميمياً، وإصلاحاً، وتعظيماً، ومن أخص خصائص المسلم إعمار بيوت الله ارتياداً، وصلاةً، وذكراً، وتلاوة، وطلب علم، وتعليم علم، وخير البلاد مساجدها، وشرها أسواقها، وطوبى لمن كان له سهم في بناء مسجد، لأن كل صلاة تنعقد في هذا المسجد، وكل ذكرٍ، وكل مجلس علم، وكل توبة، في صحيفة الذي بنى المسجد، والذين يقولون: لا كيان بلا أرض، لا دعوة إلى الله بلا مكان، أين ندعو؟ في البيوت، عندك خمسة محلات، ستة محلات، أما بيت الله فيسع خمسة آلاف شخص، لا كيان بلا أرض، لا دعوة بلا مسجد، فالذي يسهم في بناء مسجد يسهم في الدعوة إلى الله عز وجل، وأنا والله أهنئ كل الذين سمح الله لهم وأجرى على أيديهم الخير لبناء المساجد، والعناية بها، والحقيقة في هذا البلد الطيب حركة بناء مساجد تفوق المعقول، أي الذي بني في عشر سنوات من المساجد لم يبنَ في مئة سنة، في مئات السنين سابقاً، وهذا من فضل الله، ودليل أن هناك عودة إلى الله، وأن هناك يقيناً أن خلاصنا في الدين وحده، فكل إنسان ساهم في بناء مسجد، في تأسيس مسجد، في كسوة مسجد، في حلّ مشكلة مسجد، في ترميم مسجد، في إعلاء مسجد، في تعظيم مسجد، في ارتياد المسجد، شجع الناس على حضور مجالس العلم له أجر، ارتادها طالب علم، ارتادها معلماً، ارتداها مصلياً، ارتادها ذاكراً، فأن تكون في بيت الله أحد خصوصيات إسلامك
التفريغ النصي
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين
وآخر دعوانا أن صلِّ اللهم على المصطفى وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين سابعاً : ومن مهمّات الأمور في المساجد إذا كانت الجماعة قائمة ؛ أن لا ينفرد الإنسان في صلاته ، لأن صلاته حينئذٍ يكون فيها إشكال شرعي
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فقوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ الاستفهام هنا بمعنى الإنكار، وهو مضمن معنى النفي، بمعنى لا أحد أظلم ممن منع مساجد الله ويشترط بمن يؤم الجماعة — سواء كان عالماً أو مؤمناً متديناً — العدالة والاستقامة على الحق

ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه

وورد عن أمير المؤمنين ع قوله : إنّ جلوسي في المسجد أحب إليّ من جلوسي في الجنة ؛ لأنّ في جلوس المسجد رضا ربي وفي جلوسي بالجنة رضا نفسي.

[84] قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ..}
ويستفاد من قوله تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} 114 سورة البقرة
عُمَّار المساجد
كما وندين التفجير الإرهابي الذي حصل قبل قليل عند حاجز ظهر البيدر والذي ينبئ عن عجز المجموعات التكفيرية ونترحّم على الشهداء والشفاء للجرحى
عِمارة المساجد وآدابها