يا من عشت للكرسي الزائل! هل أعددت لهذا اليوم جواباً أيها الحبيب؟ أيها الحبيب: أقبل على الله، تعال إلى فلاح الدنيا والآخرة | أما إذا رؤي الميت عابساً، مسودّ الوجه والجسد فهذا دليل على سوء الخاتم والعياذ بالله، يضاف إليها التلفّظ بكلام يغضب الله |
---|---|
فبكى الرجل وقال: يا وما الحيلة؟ قال : يسيرة | أقبل، أقبل للعرض على الله جل وعلا، فتجد نفسك واقفاً بين يدي الحق فتعطى صحيفتك |
القراءة: قرأ الجمهور: سكرة بالإفراد، وقرأ ابن مسعود سكرات بالجمع، وقرأ الجمهور بفتح التاء في كنت والكاف في عنك و غطاءك و بصرك وقرئ بكسر التاء والكاف، قرأ الجمهور: عتيد بالرفع، وقرئ بالنصب | |
---|---|
يا ساهياً يا من نسيت حقيقة الدنيا ونسيت الآخرة! دلائل حسن وسوء الخاتمة إذا رُؤي الميت مبتسماً بعد وفاته، وأصبع سبابته مرفوعاً، ووجهه مضيئاً مشرقاً فهذا دليل على حسن خاتمه، يضاف إلى ذلك النطق بالشهادتين أي قول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وعرق الجبين، والموت بسبب مرض الطاعون مرض السل أو داء ما في البطن أو الجنب ، والموت غرقاً، والموت بسبب الهدم، والموت على الطاعة والعمل الصالح، والاستشهاد في قتال مع العدو، والقتل ظلماً، والموت دفاعاً عن الدين أو المال المغتصب أو النفس، وموت المرأة في نفاسها، والموت بالحرق، والموت في يوم الجمعة أو ليلة الجمعة | المعنى الإجمالي: وأحضرت شدةُ الموتِ الذاهبة بالعقلِ عند النزعِ حقيقة الأمر الذي نطقت به كتبُ الله ورسله، ذلك الموتُ الذي كنتَ تنفرُ عنه وتهربُ منه، وصوت إسرافيل في القرن الصوت الثاني، ذلك الوقت يوم إنجاز العذاب الموعود للكفار، وأتت كل نفس يصحبها ملك يسوقها، وشهيد يخبر بأعمالها؛ لقد كنت أيها الإنسان في لهو وسهو من هذا النازل بك، فأزحنا عنك حجاب غفلتك؛ فبصرك اليوم حاد قوي نافذ، وقال الملك الموكل به: هذا الذي عندي مهيأ حاضر |
يا من ظننت أن كرسيك لا يزول! أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
25المناسبة: بعد أن ذكر استبعادَهم للبعث، ورد عليهم بتحقيق قدرته تعالى وعلمه، وبيَّن أن أعمالهم جميعًا محفوظة مكتوبة عليهم، أتبع ذلك ببيان ما يلاقونه — لا محالة — من الموت والبعث، وما يتفرع عليه من الأحوال والأهوال | |
---|---|
انظر إليه والأطباء من حول رأسه، وقد حانت ساعة الصفر فاصفر وجهه، وشحب لونه، وبردت أطرافه، وتجعد جلده، وبدأ يحس بزمهرير قارس، يزحف إلى أنامل يديه وقدميه، يحاول جاهداً أن يحرك شفتيه بكلمة التوحيد، فيحس أن الشفة كالجبل لا يريد أن يتزحزح إلا لمن يسر الله له النطق بكلمة التوحيد، فينظر وهو بين السكرات والكربات إلى الأطباء من حول رأسه، وينظر إلى زوجته وأولاده إلى أحبابه إلى إخوانه نظرة استعطاف، نظرة رجاء، نظرة أمل، نظرة تمنٍ، وهو يقول لهم بلسان الحال بل وبلسان المقال: يا أحبابي! أيها العاصي تذكر الموت أيها الأحباب! | يا من ضيعت حقوق الله! أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن ينادى عليهم بهذا النداء العذب الحلو: من الذي يقال له هذا؟ الموحد المؤمن، أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهل الإيمان، وأن يختم لي ولكم عند الموت بالتوحيد، اللهم ارزقنا قبل الموت توبة، وعند الموت شهادة، اللهم استرنا فوق الأرض، واسترنا تحت الأرض، واسترنا يوم العرض، برحمتك يا أرحم الراحمين! يا من ضيع حقوق الله! يا من أسرفت على نفسك بالمعاصي! فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون! يا من بارزت رسول الله بالمعصية! المفردات: سكرة الموت شدَّتُه الذاهبة بالعقل عند النزع، بالحق ؛ أي: بحقيقة الأمر الذي نطقت به كتب الله ورسله، أو حقيقة الأمر وجلية الحال من سعادة الميت وشقاوته، أو بالأمر الثابت الذي لا بد من أن يكون، تحيد تهرب منه وتنفر عنه، تقول: أعيش كذا وأعيش كذا، فمتى فكر في قرب الموت حاد بذهنِه عنه، وأَمَّلَ طولَ الأجل |
ورحم الله إذ لقيه رجل فسأله عن عمره.