حكم زيارة النساء لقبر الرسول ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه حث على زيارة القبور في قوله: زوروا القبورَ فإنها تُذكِّرُكم الآخرةَ ، وأنه كان يُعَلِّم أصحابه -رضوان الله عليهم- دعاء وهو: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين"، و هذا الحث على زيارة القبور خاص بالرجال، أما فجمهور العلماء يقولون بكراهية زيارتهن للقبور، وذلك لأن النساء قد لا يتحمّلن المصائب لرقة قلوبهنّ، وهذا مظنّة جزعهنّ ورفع أصواتهنّ بالبكاء، يقول الحنابلة: "تُكْرَهُ زِيَارَةُ الْقُبُورِ لِلنِّسَاءِ | وأبو يعلى 6754 ، وقال النميري: هذا حديث حسن غريب |
---|---|
وقال الشيخ في « المصباح » فإذا فرغت من الدعاء عند القبر فأتِ المنبر وامسحه بيدك وخذ برمانتيه وهما السفلاوان وامسح وجهك وعينيك به فإن فيه شفاء للعين ، وقم عنده واحمد الله واثن عليه وسل حاجتك فإنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة ، ومنبري على ترعة من ترع 8 الجنّة | أفضل دعاء للميّت عند زيارة قبره 1- « اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ» |
يقولُ مؤلّف الكتاب عبّاس القُمِّي عفي عنهُ : إِنِّي كلّما زرته صلّى الله عليه وآله بهذه الزّيارة بَدَأت بزيارته على نحو ما علّمه الإمام الرِّضا عليه السلام البزنطي ، ثُمَّ قرأت هذهِ الزّيارة | فهذه حقيقة حال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، فالأمر كله إلى الله عز وجل النفع والضرر للرسول صلى الله عليه وسلم ولغيره كله لله عز وجل، وهو صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ولو كان يعلم الغيب لاستكثر من الخير، وهو صلى الله عليه وسلم يمسه الضر كما يمس غيره ولهذا قال: وما مسني السوء |
---|---|
فعن أسامة بن شريك ـ رضي الله عنه ـ قال: قالت الأعراب يا رسول الله ألا نتداوى؟ قال : نعم يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء ـ أو قال دواء ـ، إلا داء واحد، قالوا يا رسول الله وما هو ؟ قال الهَرَم | هذا، وقد أشار العلامة الشيخ محمد جواد مغنيّة رض إلى استحباب هذه الزّيارة، وكذلك زيارة آل رسول الله ص ، وأهميّتها بالنّسبة إلى الفرد والجماعة، لما لها من انعكاسات تهذِّب المشاعر، وتفتح العقول والقلوب على ما تمثّله هذه الشخصيَّة من أبعاد متنوّعة |
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ ، وَأَنْبيائِكَ وَالمُرْسَلِينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحِينَ ، وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالاَرَضِينَ ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبِّ العالَمِينَ منَ الأولينَ وَالآخِرِينَ ، عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِك وَرَسُولِكَ ، وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيبِكَ وَحَبِيبِكَ ، وَصَفِيِّكَ وَصَفْوَتِكَ ، وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وأَعْطِهِ الفَضْلَ وَالفَضِيلَةَ وَالوَسِيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ ، وَابْعَثْهُ مَقاما مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأَوَّلُونَ وَالآخرونَ.
13